الانتخابات الديمقراطية - سعد بن عيسى الباتني
--------------------------------------------- إن الانتخابات الديمقراطية ليست عبارة عن انتقاء واختيار و مبايعة للحكام و الملوك و الأمراء و أولياء العهد العدول ، و ليست هي انتقاء و اختيار للبرلمانيين و المشرعين النزهاء ، و لكنها مجرد دهن و تبييض لواجهة الجدار الذي يختفي وراءها الذين سرقوا صواع الملك من سيدنا يوسف الصديق عليه السلام . إن الذين يرشحون أنفسهم أو يرشحون من طرف غيرهم للانتخابات يطبلون و يزمرون و يعلنون عن تطبيق برامج تقدر بالملايير و التريليونات و نحن نعلم علم اليقين أن هؤلاء المرشحين أنفسهم في حاجة ماسة بل هم من المتلهفين إلى الأجور السخية التي ستفتح عليهم أبواب الأرزاق و الجاه و النعم و لو تساءلنا من أين يحصل سادتنا و حكامنا المبجلون على الأموال الطائلة التي ينجزون بواسطتها المشاريع الضخمة و يسددون بها أجورهم و أجور المستخدمين الذين يشرفون على حمايتهم و أمنهم ، و يسددون بها أجور العمال الذين ينجزون تلك المشاريع الضخمة . و لو تساءلنا من أين يستمد حكام الولايات المتحدة الأمريكية تلك الأموال الكثيرة التي أنشأوا بها أساطيلهم البحرية و يسددون بها أجور جيوشهم الجرارة المنتشرة عبر جميع المحيطات و البحار واليابسة في العالم كله ، و يهددون بواسطتها السلم العالمي كل مرة . إن الجواب البديهي المعهود هو أن الحكام يستمدون أموالهم من عند الدولة . و لكن من هي الدولة ؟ و من هم الدولة ؟ إذا كان الحكام و المشرعون المنتخبون و القضاة و الجيوش مفتقرين لأموالها ، فهل الدولة هي الشعوب المسكينة المفتقر التي لا حول لها و لا قوة ؟ و في الختام أدركت أن الدولة عبارة عن عصابة خفية وراء جدران الديمقراطية ألا و هم أرباب البنوك المركزية . لقد أدركت أن الذين يقومون بصك النقود في الغرف المظلمة هم الدول ، و ليسوا عبارة عن دولة واحدة ، و هم الذين يسلبون منتجات و أرزاق الشعوب بمجرد النقود الورقية و يوزعونها كما شاءوا و على من شاءوا و هم الذين خلقوا الفوضى العالمية ، إنهم هم الذين سرقوا صواع الملك التي اؤتمن عليها سيدنا يوسف الضحية . إن أصحاب النقود الورقية البخسة هم الذين يمولون الحملات الانتخابية و هم الذين ينتخبون و ينصبون الرؤساء و الملوك على العروش ، و هم الذين يعزلونهم و يولون غيريهم باسم الديمقراطية ، و هم الذين يخلدونهم في السلطة ليلحقوا بهم صفة الدكتاتورية لينقلبوا عليهم و يطيحون بهم متى رأوا في ذلك تحقيق مصالح و أهداف برجوازية . إن هؤلاء هم الذين ينشئون مصانع الأسلحة التدميرية ، و هم الذين يجيشون الجيوش الجرارة بأموالهم الوهمية ، و هم الذين يدفعون الشباب إلى الإرهاب و تفجير أنفسهم دفاعا عن الإسلام كما يزعمون و لكن فعل هؤلاء هو حماية للذين يختفون في الكواليس خوفا من اكتشاف ضلالهم و تنصيبهم لأنفسهم أربابا للعالم كله . لقد أدركت في نهاية المطاف أن تلك العصابة التي يقودها اليهود من وراء حجب حديدية هم الدولة العالمية التي تطمح الصهيونية العالمية لحكمها و تسييرها وفقا لإرادتهم و ليس طبقا لإرادة و شريعة الله الذي خلقهم و خلق الأرزاق و الأموال الفضية و الذهبية و خلق الشعوب المستعبدة من طرفهم بمجرد النقود الورقية . و لهذا أخذت على عاتقي تنبيه الحكام و الشعوب إلى خطر الصهيونية العالمية على السلم و الأمن عبر الكون كله . و أؤكد للناس كافة أن انفاق الذهب إلى جانب النقود الورقية شرط أن يبقى الذهب في حالة الدوران و غير مكنوز من طرف العباد هو السبيل المستقيم الذي يعيدنا إلى الارتزاق و التمول من عند الله و يحول دون تمولنا من عند أصحب البنوك المركزية فقط . و على المسيحيين الغربيين و الشرقيين أن يحذروا مكائد و دسائس اليهود المتمسكنين ظاهريا و المجرمين باطنيا . مع العلم أن إنفاق الذهب إلى جانب نقود الورق يعني مقايضة الأرزاق بالأموال يدا بيد . ملا حظة : أهدي هذا الموضوع للجميع قصد مشاركته و نشره على أكبر نطاق واسع و أجر الجميع على الله . باتنة في 08/07/201