دراسة تحليلية لنص ( براعم تأبى الموت) للشاعر رسول الحلو النص *** بريق الشعاع يزهر في عالم يستنشق الدجى، يموج كما تموج الصحاري حينما تمتطي صهوة الخواء تصطف الطيور باكية أطياف القزح الرمادية من وراء القضبان الشفافة ينبض قلب الربيع وتورق الأقواس براعم تأبى الموت.
الدراسة : **** ماعاد ( العنوان) في النص الادبي الحداثوي ، ترفاً تزويقياً ، او اشارة كيفية عبثية العلاقة بمتنه ومضمونه ، بل بلغ من الاهمية الدلالية والوظيفية ان كثرت وتشعبت الدراسات والبحوث في تحديد معناه واهميته ووظيفته الدلالية وعلاقته بالبنية اللغوية لمتن النص ، حيث مثلت الاساس التنظيري لولادة علم مختص به، له أصوله ونظرياته ومناهجه ،هو ( علم العنوَنة ) الذي اعتبر العنوان ( بايجاز شديد ) من أهم العتبات النصية الموازية للنص الرئيس، و يمثل مفتاحاً لتأويل دلالاته الاشاراتية ، ومقاربة معانيه الظاهرة والمخبوءة مما يساعد على تأويل مقاصده والكشف عن ملامحه المضمونية، فللعنوان وظيفة ( مرجعية وإفهامية) ترتبط بنيوياً مع النص بعلاقات جدلية وانعكاسية أو إيحائية، بهذا المقدار او ذاك ، كما ويمكن أن تكون العلاقة بينهما تقابلية أو انزياحية أي انها ليست ائتلافية بالضرورة ، بمعنى أن العنوان يعتبر هو الموضوع العام ، يشكل الخطاب النصي أجزاءه، لهذا فان تفكيك بنية العنوان السيميائية سيمكننا من الحصول على مقاربات دلالية تكون بمثابة مفتاح يمكننا من التعرف على معناه المخبوء ،وتأويل اشاراته النصية بعد تحديد نوعية العلاقة التي تربطه ببنية النص الدلالية : العنوان ( براعم تأبى الموت ) ـ البنية النحوية : في بنية العنوان اللغوية انزياح تركيبي / حذف المبتدأ براعم : خبر للمبتدأ المحذوف جوازاً / بلامسوغ او اضطرار ، وقد خصته الجملة الفعلية بعده بصفة تأبى : مضارع فاعله ضمير مستتر ( هي ) يعود على الخبر الموت : مفعولا به قراءة تحتانية دلالة هذه البنية : قوة حضور الاسم النكرة في سياق هذه الجملة بالنسبة للاسم المعرفة ، فالثاني وقع عليه فعل الاول / الفاعل، وبالتالي حدد دلالته النحوية / مفعولاً به ، وهنا يزودنا العنوان بمفتاح اول / عدم الثقة بظاهر الدلالات ( معناها الفوقاني )
ـ البنية الدلالية : * الاشارة ( براعِم ) : دالة اسمية جمعية مفردها ( برعُم ) ، مدلوله اللغوي المعجمي : زَهْرَةُ الشجرة ونَوْرُ النَّبْتِ قبل أَن يَتَفَتَّح مدلوله الاصطلاحي : النشء جمع ناشئ : الغلامُ جاوز حدَّ الصِّغَرِ وشَبَّ / تفتح للحياة، الجيل الجديد والاشارة احالية خارجية ايضاً / علم النبات ، معناها : البُرْعُمُ ( في علم النبات ) : بُداءة زهرة أو بُداءة فرع ، وتتركب في كلتا الحالتين من أوراق متراكبة والجمع : براعِمُ المقاربة الدلالية للمعاني الثلاثة اعلاه : تفتح الحياة والقصد من جعل هذه الاشارة / براعم ( وهي الخبر/ المسند )، تتصدر الجملة بالحذف الجائز للمبتدأ ( المسند اليه ) ، هو خدمة الغرض الشعري للكاتب ، وجعل المسند دلالة مركزية (بؤرة نصية ) تدور حولها كل المعاني في النص ، لحمل القارئ على اعمال فكره للبحث عن العناصر المحذوفة ، فالحذف هنا هو ( معنى ) مسكوت عنه من قبل الشاعر، يهدف الى اشراك القارئ في تكوين دلالات ذلك المعنى / مفتاح ثانٍ : في بنية المتن الدلالية مسكوت عنه / او اكثر كما ان هذه الاشارة مخصوصة بصفة فعليَّة الجملة ( تأبى + فاعله الضمير المستتر ) وهذا الفعل ( حالي / مستقبلي ) الزمن ، يعني انه ( متَّجدُّد الحدوث ) فتكون المقاربة اعلاه ( تفتح الحياة ) تعني = تجدد الحياة * الاشارة ( تأبَى ): دال فعلي ، مدلوله اللغوي يفيد النفي : تتَنَزَّهَ و تتَرَفَّعَ عَن الشئ ، ولم ترض به / ومن مرادفات عدم الرضى : الرفض ، الاعترض ، والمعاندة ، وباستحضار المفعول به / الموت ، تكون الدلالة والمقاربة : ترفض وتعاند الموت / المقاربة : عدم الاستسلام له / مجابهته بتكثيف مقاربة عدم الاستسلام والمجابهة تغدو : تحدي الموت وهذا التحدي مستمر من الوقت الحاضر حتى المستقبل / الدلالة الزمنية لمضارعية تأبى ولما كانت دلالة الموت : انطفاء وتوقف الحياة ونهايتها فهذا يعني وجود تقابل حاد بين : التفتح / التجدد ( براعم ) و الانطفاء ( الموت ) نفي احد المتقابلين( الموت ) يؤكد الاخر (الحياة ) وباعادة تركيب الدلالات التي نتجت عن تفكيك بنية سطح العنوان ، يكون معناه التحتاني: الحياة المتجددة تتحدى الموت تفكيك العنوان ، واعادة تركيبه ، امدنا بثلاثة مفاتيح وافادة تاويلية ستساعدنا على الولوج لعالم النص ونحن مسلحين بأدوات قرائية تحليلية فاعلة ، وبهذا ادى العنوان الفائدة المتوقعة منه ، ويتبقى ان نحدد اسلوب لغته الشعرية لمعرفة نوع العلاقة التي ( تربطه / تفرقه) مع بنية اللغة المتنية : سيميائية البنية العنوانية ، بشئ من القراءة التحاورية ، باحت لنا بسر مركباتها اسلمت لنا اشاراتها السياقة دون حدة ازاحةٍ، او تمنّع رمزيةٍ، او غموض مقاصد ،ودون تقريرية مباشرة ايضاً ، مما مكننا ، من تفكيكها والوصول الى معاني دلالاتها التحت سطحية ، دون طول عناء من صعوبة تأويلها ، ولاوقوع في شراك عبثية الترابط الدلالي لعناصر بنيته اللغوية وهذه من خصائص الاسلوب التعبيري والان سنقوم بدراسة بنية المتن اللغوية، بقصد تحليل سيميائيتها وتفكيك اشاراتها لمعرفة طبيعة العلاقة الجدلية التي تربطه بالبنية العنوانية ، وسنعتمد هنا على ما تحصلناه من دراستنا اعلاه من مفاتيح ومقاربات دلالية : (( بريق الشعاع يزهر في عالم يستنشق الدجى، يموج كما تموج الصحاري ،حينما تمتطي صهوة الخواء، تصطف الطيور باكية ً أطياف القزح الرمادية ، من وراء القضبان الشفافة، ينبض قلب الربيع، وتورق الأقواس براعم تأبى الموت.)) تباغتنا لغة المتن ، عند قراءتها على عجل قراءة اولية ، بوعورة تضاريس سطحها الدلالي : ـ ازاحات دلالية حادة ( يستنشق الدجى / تموج الصحاري / اطياف القزح الرمادية ،..) ، ، ـ لاترابط دلالي بين اجزاء العبارات السياقية ( تموج ـ الصحاري / صهوة ـ الخواء / القضبان ـ الشفافة ـ غرائبية الصورة وصمتها الدلالي ( يزهر في ...الدجى / ـ ضعف الاتساق بنى دلالية مقطعية ، فاقدة لمحسوسيتها / ذهنية المعنى ( بريق الشعاع يزهر / تمتطي صهوة الخواء / تصطف الطيور ... ) كل هذه الانحرافات الدلالية عن معايير المقبولية الذهنية للمعاني واشتراطات التواصل الخطابي ، والانغلاقية ، اللاقصدية .. توحي ان اسلوب المتن هو تجريدي ، وينيته الدلالية مقابلة للبنية العنوانية وغير مرتبطة بها ....، لكن ورود العنوان بتركيبته اللغوية الكاملة في نهاية المتن كمقطع ختامي (( وتورق الأقواس براعم تأبى الموت.)) ، يجعلنا نعيد النظر في حكمنا السابق نعيد قراءة المتن من جديد بروية ، باستحضار المفاتيح والمقاربات الدلالية التي زودنا بها العنوان، المار ذكرها في بدايات الدراسة : لاقصدية النص اذا ما أُعتبرَ تجريديا استناداً الى ما خلصت اليه القراءة الاولية السابقة ، يفندها حضور العنوان بكليته كمقطع ختامي فيه، فعودة تذكيرية سريعة لما عرضناه في بداية دراستنا عما حدده وبينه علم العنونة من اهمية للعنوان وتعدد وظائفه ، في تأويل دلالات النص ومقاربة معانيه ،ومنها أنه يُعدُّ مفتاح سياقه ومرجعه وكاشف ملامحه المضمونية ، بل انه يتضمن الموضوع النصي ، والنص يشكل اجزاء هذا الموضوع ، مما يعني انه لابد ان يكون مرتبطاً بنيوياً معه بعلاقةٍ ما ، يتوجب علينا معرفة نوعها ، ولهذا سنعيد قراءة المتن مرة ثانية وبشكل اكثر عمقاً، وتفكيكه للتعرف على معانيه التحتانية ومن ثم الوصول الى تحديد اسلوبه ومعرفة امكانية ارتباطه سيميائياً ومضمونياً مع العنوان: ( بريق الشعاع يزهر في عالم يستنشق الدجى ) تفكيك سيمياء لغة جملة المطلع : سأكتفي منها بالبُنى ( النحوية ، الدلالية والصرفية ) كونها تفي بمتطلبات الدراسة : ـ البنية الدلالية الاشارة ( يزهر ) مفتاحية لسياق العبارة ، فهي الرابط الدلالي والنحوي بين طرفي جملة مطلع النص ، وهي جملة فعلية في اصلها / يزهر بريقُ الشعاع ، قُدِّمَ الفاعل و المضاف اليه جوازاً ،على الفعل، لغاية تفسرها أحالتهما ( المقدم والمقدم عليه ) على العنوان / قصدية حذف المبتدأ جوازاً ) من جملة العنوان كونه مرجع النص / هذا ملمح اول على وجود الترابط ( المتن ـ عنواني ) وللتعرف على معنى المطلع المخبوء سنفككها كما يلي : يزهر : دال فعلي لازم ،سياقي المدلول يتحدد معناه نسبة الى فاعله في السياق كما في : أزهر النَّباتُ : طلع زَهْرُه أو نبته ، بدأ في النّموّ أو التَّفتُّح أزْهَرَ النارَ وغيرَها : أضاءَها أزهَرْتَ زَنْدِي : رفعتَ شأني أو قَضيتَ حاجتي أزهر النَّجمُ : تلألأ وأشرق وأضاء ولتحديد المدلول الاقرب اليه مما تم عرضه لابد من وجود مسوّغ يمكن الحصول عليه من تحليلي بنيتها النحوية كما يلي : يزهر : فعل مضارع يدل زمانياً على الحال والاستقبال، فاعله ضمير مستتر ( هو) يعود / محال ، على الاشارة الاسمية ( بريق / مصدر برَق )، وهو سياقي الدلالة مما يجعلنا نحيله خارجياً / المعجم ،لنتعرف دلالاته المعنوية فنجد انها نسبية ايضاً ومتعددة بتعدد ما اسندت اليها من اشارات كما في الامثلة التالية : بريق عينين : لمعان ، توقُّد ، إشراق بَريقَ أَمَلٍ : شُعاعٌ ، وَميضٌ ، بَصيصٌ ، ضَوْءٌ خافِتٌ بَرَقَتِ السَّماءُ : لَمَعَ فيها البَرْق بَرَقَ الصُّبْحُ : تَلأْلأْ بَرَقَتْ أَسارِيرُ وَجْهِهِ بَرَقَ السَّيْفُ واقرب هذه المعاني الى قصدية الدراسة هو ماعناه المثال الثاني اعلاه ( بريقَ أَمَلٍ : شُعاعٌ ، وَميضٌ ، بَصيصٌ ، ضَوْءٌ خافِتٌ ) لوجود مسوِّغين اثنين : الاول ـ ان الاشارة ( شعاع )وردت في جملة المطلع النصي مضافة الى ( بريق )/ بريقُ شعاع الثاني ـ مدلول الدال شُّعَاعُ : الضوءُ الذي يُرَى كأنه خيوط / خافت ورد كمرادف للشعاع في معنى المثال الثاني ( بريق امل ) وبإعادة تركيب الدلالات الناتجة من التفكيك اعلاه يكون مدلول ( يزهر ) : بريق / وميض + شعاع/ ضوء = يزهر / اشرق وبازاحة اشارات سطح النص تكون مقاربة المعنى التحتاني لها : وميض ضوء اشرق وبتكثيف هذه المقاربة دلالياً : وميض + ضوء + اشرق = نهار وللنهار رمزيته المتعددة الاشارات ( الحرية ، العلم ، الامان ...الخ) توحي الاشارة الاخيرة في هذه المقاربة (اشرق ) بان دلالتها مشروطة ، مما يثير في ذهن القارئ ما اسميها ( التوقعية ) ، في ان يكون المقطع المابعدي ، سيحقق هذه الدلالة ، فالتوقعية هنا ان تححققت فستؤكد وجود ترابطية اتساقية بين بنيتَي كلا المقطعين مما يعني ان اسلوب المطلع المتني هو تعبيري فالترابط والاتساق اشارتان قويتان على وجود ( قصد ) والقصد من خصائص الاسلوب التعبيري فقط ، و لتأكيد / نفي هذا الترابط الاتساقي سنفكك المقطع المابعدي ( في عالم يستنشق الدجى ) وقبله نشير الى مشروطية ( اشرق ) التي تتوقف على تحيقها ، تكامل دلالتها : دلالة الاشارة ( اشرق ) المعنوية مشروطة بوجود ظرف زماني كي تحقُّقَ فيه الشروق حين تعلن انتهاءه ، وهو الليل فلولا ظلامه الذي يبدده الشروق معلناً عن بزوغه ، لإنتفى معنى الشروق / الإزهار و للظلام رمزيته المتعددة الاشارات كذلك ( ظلم ،جهالة ، سلطة الجائر ...الخ ) ،وهذا له صلة بنتائج تفكيك بنى العبارة المابعدية / النحوية ،الدلالية والصرفية كما يلي : في : اشارة حرفية ، دلالتها تضمن معنى الظرفية عَالَمُ : مبتدأ / في حقيقته فاعل مقدم جوازاً بقصدية تحددها احالته الداخلية على ( العنوان ) وهو ظرف مكاني فتح التنكير حدود دالته فجعلها متعدد المدلولات (سياقية ) ويمكن ان تكون اي مكان في عموم مساحة كوكب الارض ،لكنه مخصوص بالصفة ( جملة فعلية) التي جعلته مستمر في فعل الوجود المقاربة الدلالية : ظرف مكان يكمل ظرف الزمان لتحقيق حدث الشروق يستنشق : اشتقاق صرفي على وزن/ يستفعل ، من الفعل ( نشق ) والدلالة المعنوية لهذا الوزن : طلب الشئ فيكون معنى يستنشق : يطلب شيئاُ مادياً ملموس لغاية ما : ــ ما يُشَم كالعطر بقصد الحصول على نشوة / طلب الاتزان النفسي ــ ما يوضع داخل الانف كالسعوط لأحداث العطاس / طلب الاتزان الصحي ــ ما يجذب من الماء بالنفَس عند الوضوء للتطهر / طلب الاتزان الروحي وهذه الافعال تُقرر ارادياً بقصد الحصول على مقابل مادي المقاربة الدلالية للفعل يستنشق : البحث عن الاتزان الدجى : سَوَادُ الليل ، ظُلْمَتُهُ ،وهو اثر معنوي محسوس له ذو اشارة رمزية (الظلام ) المار ذكرها ، حلولية الظلام في العبارة كمفعول به معنوي للفعل المادي الاثر ( يستنشق الدجى ) ، ضمنته دلالةً رمزية يمكن مقاربتها معنوياً : البحث عن الاتزان النفسي بنشدان الظلم وتكثيفها / الاتزان = الظلم باستحضار مقاربتَي ركنَي عبارة المطلع : وميض ضوء اشرق = نهار / البحث عن الاتزان = ظلام المكافئ الدلالي : النهار = الحرية / الظلام = الظلم اختزالها : الحرية مقابل الظلم بالعودة الى ( اشرق ) وظرفية الظلام الذي لولاه ماتم فعل الشروق : الشروق فعل بداية (النهار ) ونهاية (الليل ) بإحالته داخلياً ( العنوان ) / براعم تأبى الموت : الشروق / تجدد الحياة وتحدي الليل / الموت وبازاحة الاشارات النصية : الحياة المتجددة تتحدى الموت تكرار عبارة العنوان في نهاية النص اكد انتصار الحياة وهزيمة الموت ( ينبض قلب الربيع وتورق الأقواس براعم تأبى الموت.) مع وجود هذه الاشارات المفردة والمركبة الدلالية بعد مطلع المتن وخاتمته : ( يموج كما تموج الصحاري حينما تمتطي صهوة الخواء، تصطف الطيور باكية أطياف القزح الرمادية، من وراء القضبان الشفافة ، ينبض قلب الربيع، وتورق الأقواس براعم تأبى الموت.) التي تمثل مشاهد ( تصويرية ) لآثار الفعل الظلامي السالب لمعاني الحياة : فذلك المسرح المكزماني ( عالم ) ، لايهيج ويضطرب ( يموج ) فيه سوى الخواء والقفر (كما تموج الصحاري ) ، تنعدم فيه الحياة فلا غير الجمود والانطفاء ( تصطف ) لرموزها ( الطيور ) تتحرق حزناً ( باكية ) على اطلال معانيها المحترقة ( اطياف القُزح الرمادية ) . لكن ارادة تفتح الحياة تبقى حية ( ينبض قلب الربيع ) رغم أسرها ( من وراء القضبان ) ، فهذه القضبان عاجزة ( الشفافة ) عن منع ارادة لابد لها ان تتفتح ( وتورق ) وتنتصر ( الاقواس ) وتتجدد ( براعم ) فهي تتحدى ( تابى )الموت لغة الاسلوب اذاً لغة تعبيرية ، لوّن الشاعر سيميائيتها بمسحة تجريدية لإخفاء مقصدها الثوري لغاية ربما تكون تمويهية تبعد عنه عيون ( الظلاميين ) التي تطارد كل نبضةٍ تنويرية ، بعد ان تحكموا بأسباب الحياة وصادروا ارادة تجديدها من وعي الاحرار كما يتوهمون ، وتعمد الشاعر السكوت ظاهرياً عن هذا المعنى وخبّأه تحت سطح النص . ـ باسم عبد الكريم الفضلي / العراق ـ