(الحجر الناطق) - رسول مهدي الحلو
------------------------------------
قبسٌ من عنفوان المجد يجلدُ أمةً مختبئةً في غياهبِ المغول، يَعتلق خواءها رماد النوافذ التي غُلَّقت في الزمن العقور ، عشعش الجليد بين ثنايا وسائدها حتى عَمشت محاجرها من بصيصِ باهت يستضيء به التائهون في الارضِ، لم يستنطق الحجر الناطق بلا لسان تلك الأمة وهو يروي لها روايات الجرأة وينشدها إبيات الصولة يُسمَّعها لجبال من الريش لا تقوى على رد زفرة الحسرات، عضَّ الأمس الراحل أنامله غيضاً على يومهم المتصاغر لقد كانت عروقه تنبض بملح الأرض فأشرأبت به حتى سُعّرت مداخنه لهيباً فطوى التيجان والعمدان في صحائف حرة وكأنه كُشف له عن مآل اللاحقات من الحقب فلم يترك لهم مايخدش غرته ويستمده بعده من هانت عليهم مستوجبات الأثر على كثرة ما يملكون من مشارط وأزاميل وما زال نقرهم يملاء وجهوهم رذاذاً اسوداً من مداد الرقيم.
----------------------------
رسول مهدي الحلو العراق ٢٠١٧/١٢/٢١ .