واما فبراير. ذلك الاخ الاصغر المشاكس لاشهر السنة. بلياليه الشتوية القارسة. الحاملة لكل الاوجاع البشرية. وسمائه الممطر الرومانسي المعلن عن خيبات متواصلة .و سكونه الهادئ الذي يعكس صراخ كل القلوب العاشقة. رافضة الامتثال لقفص صدري ضيق ومانع لحريتها في النبض بكل طلاقة...... في فبراير امطر الليل و توجست الأفئدة. خوفا على حبيب مريض وبعيد. وخوفا من صديق عدو وقريب. يتربص بكل الخيبات ليوسع ثغرة الفراق و يعجل بنهاية القصة التي ابتدأت صيفا و رفضت ان تنتهي الا صيفا لا يأتي بعده شتاء .واي شتاء ذاك الذي قد يحتمل او حتى يتنبأ بما قد تجود به كثرة الخيبات......قديما نطق السلف للخلف. وبقيمة الذهب اعطوا النصح و سددوا العبر... ايها السلف هكذا بدأ الخطاب. اسمع وتمعن... احبب من شئت فإنك مفارقه.... وان لم يكن بفعل فاعل. كان بامر خالق.... اضفوا الخلف في اللقاء الذي حضره السلف... كل الاشياء الجميلة في حياتك ايها السلف.... قصة حب... عمل... دراسة..... عشق وولع... لا تخبر بها احدا عشها وتمتع بها واكمل المسير ايها السلف. لان الناس يعشقون تخريب الاشياء الجميلة........ لم يأخد للسلف بنصيحة الخلف وكادت المصيبة ان تحدث لولا رحمة من له الرؤوس سجدت والقلوب خشعت وبآسمه المأذن نطقت ..... الليلة. ليلة فبريرية باردة ساكنة تحكي قصة السلف الذي سمعوا نصح الخلف ولم يأخذوا به....... مذكرات طالب