صخرة الحب - عبد الكريم ساورة
---------------------------- عندما عرف الكاتب الكبير جون بكان، بأن الماضي هو رحم الحاضر والمستقبل، كان يعرف جيدا مكانة هذا الماضي في قلوبنا، طعمه الحلو رغم مايمكن أن يكون قد ترك من ندوب في ذاكرتنا. الكثير من هذا الجيل أصبح يقصف كل الوقت هذا الماضي، ويعتبره عبئا على مساره ومستقبله، يريد التخلص منه بشتى الوسائل، أضحى يشكل له عقدة ونزيفا قاتلا لأحلامه الكبيرة، كابوسا يقض مضجعه في كل ليلة . لابد لك من ينابيع جديدة لإنماء العشب، ولكن العشب ينمو من الأرض القديمة، يقول بكان. هانحن نكتشف بعد هذا السفر الطويل عبر الزمن أننا نسير فوق أرض قديمة، وأشجار الليمون تعطي نفس الفاكهة، ولون البرتقال لم يتغير بعد كل هذه السنين.فلماذا تبحث كل هذا الوقت لتغير من تربة هذه الأرض ؟ وأنت تعرف جيدا أنها غير صالحة للزرع ؟ لماذا لاتتوقف عن الحرث ؟ الأمطار لن تغير من شكل الأرض سوى بضع أيام، عندما نحتفل جميعا بفصل الربيع، حيث تكثر المراعي، وتغني ساقيات الماء أنشودة الحياة، ويقف العاشق على صخرة الحب، يكلم الله بكل اللغات أن يمد في عمر الربيع، وماهي إلى أيام قليلة، فتذبل الورود ، وتسقط الأشجار ويتغير لون الأرض، فيكتشف العاشق أن صخرته تفتت من تحت رجليه. لابد لك من أشياء جديدة، هذا ماسوف تتعلمه مع مرور الزمن، الماضي سوف تسقطه بجرة قلم، فتتألم ويزيد ألمك، عندما تكتشف أن المستقبل نسخة طبق الأصل، فلن تجد ما تحمله معك سوى حب عشته في فترة من فترات العمر.