بجدار الذاكرة - خديجة الشقوري --------------------------------
افتح كوة بجدار الذاكرة ..اتصفح ما غاب عني ومضى ..اقلب صفحات تاهت حروفها ..متماهية مع اصفرار لون الورق ...استنطق منها ما قاوم هذا التماهي...تستعصي وتتمنع ...امضي غير آبهة لعنادها ستاتي طائعة ..متوددة ...رفقة بقية الصفحات ..فقط ة نقرة نبش بين طيات هذا الركام ...ليتداعى امامي ...مبرزا كل ما خفي بطيات النسيان ...أتحاشى منها ما التحف دثار السواد... فيكفيني ما لفني منه قديما ...وما يلفني منه حاليا ...يمتص بسواده ربيع الأيام ..ويحيل الفصول خريفا معتم الاحداق... كل الطرق للعبور الى الغابر مما مر وفات يمر بتلك النقط السوداء ...احاول جاهدة تفاديها و رمي ظلالها العتمة و لا فائدة فهي محطة بارزة بدرب ما مضى من الايام على عتبتها انكسرت الأحلام ...وتناثرت شظاياها ......تهت في التقاط ما بدا منها ...وما ضاع بقي مكانه شاغرا تستوطنه لوعة وحسرة تشك النفس و تدمي الوجدان ...محطة توقفت بها زمنا علني أرمم انكساراتي ...واصلح ما أفسدته يد القدر ...وارتق ما تلاشى من نسيج نفس ضاع بين ثناياها الأمان ...ورسب بقعرها هلع وفزع مما قد تأتي به عاديات الزمان ...داهمني سيل أسئلة ...واعتصرتني رياحها العاتية.... حاصرتني لماذا ... ولماذا بزوايا عمري اليافع ...الذي لم يسعفه اي تفسير لما حدث ..انسحبت اجر اذيال هزيمتي ...منزوية بركن خيبة طالت ربيع حياتي ...فصبرا ... أيها الخافق ...التاوي بين اضلع عجاف..أرهقتها شراسة الايام تلتحف أسمال حزن حاكتها انامل الاقدار ترتق بقايا نبضك الواهنة...الرافضة لقساوة إيقاع الحياة تقاوم ..وتعاند ضربات الغدر بكل اصرار فصبرا خافقي ربما الغد أفضل فلا تبالي و استمر متحديا تقف امام تيار الالم وهدير موج المعاناة فتيا ...عصيا تشاكس مدها ...وتلاعب جزرها وتعود الى قواعدك سالما منتصرا غذا سترسل شمس الأمل خيوطها الذهبية تدفئ منك الحنايا وتنير بداخلك كل الأركان والأقبية تستنشق عطر الأمان منتشيا تعانق ورود الربيع وتنام بحضن بسمته الزاهية تغرد مع أطياره لحن الحب والوفاء تتراقص على ايقاع نغماته دقات نبضك..وهمسات أمل غفت بأغوار الوجدان