الحقيقة التي لن تصدقوها - مذكرات طالب
- Admin
- 21 أغسطس 2017
- 3 دقائق قراءة

الحقيقة التي لن تصدقوها - مذكرات طالب
----------------------------------------
ثلاث سنوات عجاف .و أربعة اشهر جافة .و يومان و بضع ساعات لم أستطع تذكر عددها . هذه هي المدة التي مرت على موتي .نعم على موتي كما قرأتها بالضبط وبدون أية مبالغة .قد تظن للوهلة الأولى أنني أهلوس أو أتغابى .وإن لم تستطع أن تصدقني فذاك شأنك أما انا فسأقول ما عندي و سأنصرف حيث جئت .لم أكن لأذكر تاريخي موتي ببساطة خوفا لأن يشك أحد أفراد عائلتي بشأن التاريخ الذي توفي فيه أحد اعضائهم .لكن رغم ذلك سأذكره .وسأذكر أمورا كثيرة لن تستيطع فهمها ولا قرأتها لأني لن أكتبخا بالأساس .حسنا لقد مت يوم 15 أبريل 2015 وبالضبط كان يوم أربعاء ممطر بدون مطر .لم أكن مريضا ولم أكن عجوزا كنت فقط مستيقظا في حين الجميع لازالوا نياما .وهكذا مت .لم أعد أتذكر الساعة بالضبط فقد إختلطت على ساعتي مع ساعات أرواح حكت لي قصصها المثيرة والتي تحرك فينا نحن الأشباح شيئا شبيه بالمشاعر .أخبرتكم سلفا أني اخشى أن يشك أحد أفراد عائلتي بتاريخ موتي .لكني لم أخبركم بأن الارواح لا تتذكر عائلاتها بمجرد مفارقة الجسد .سأضيف أيضا السر الذي لم أستطع يوما أن أكشفه لأحد .لكل أولئك الذين لم أستطع اللقاء بهم وأقدم لهم دائما حجج و إعتذارات غبية .ليس لأني لا أريد ذلك بل لا أستطيع ويستحيل ولهذا لم ألتق بأي أحد سلفا .وإن إقتضى الحال في حالتين عجزت عن تقديم مزيد من الأعذار .إلتجأت لأحد أصدقائي الأحياء والذي عرفني دون أعرفه والذي صدق قصتي بعد أن صادفها مرارا وتكرارا .ليحل محلي أثناء اللقاء وإن إشتبهت الشخصيات فلست أنا ذاك ولا ذاك ليس أنا .أيضا أولئك الذين يلحون علي مرار ومرار لماذا لا أضع صورتي في بروفيل الحساب .أتظنون أني حقا باستطاعتي ذلك وأرفض .وأي صورة سأضع .صورة شبح تظهر خلفيتخا ولا شيء سواها .أنا أيضا أحلم أن أضع صورتي هناك وأدون إسمي بخط عريض أسفل الصورة و أتفاخر بسفرياتي كل مرة و أشارك أصدقائي إنجازاتي وفرحتي و أقراحي .لكني لا أستطيع فإني غير موجود .بقي أمر واحد يحز نفسي و سؤال يغمر القارئ .كيف لشبح رجل ميت أن يكون له حساب فيسبوكيا و كلمات رنانة و معاني موجزة و مجازية .انتظر سأخبرك .هي أولا حكاية طويلة بل حكايات سأحكيها لكم ذات يوم لو رغبتم لكن سأضع قلة بين أيدكم قبل أن أنصرف اليوم فقد بلغ مني التعب مبتغاه فلا تظنون أنه من السهل كتابة هذا الهراء بالنسبة لشبح للتو لبس جسد عجوز مات في قارعة الطريق وحل محله .اه لم تفهموا صحيح .كثيرا ما أخبروني أصدقائي الأشباح أن البشر أغبياء و محدودي الفهم لكني للتو تأكدت .هذا لا يهم سأخبرك بالتفاصيل .كنت شبحا لا لا لا أقسم ليس بالأشباح الذين تعرفون بل هو طيف شاب أعصبت روحه في رياعانها .كنت أطوف المنازل تلو المنازل .أرى العجاب وأشاهد الغرائب .أسمع النوادر وأعايش المستحيل الذي لن أصدقه لولا ان شاهدته .لكن ذات يوم رأيت شبحا عملاقا غاضبا على قارعة إحدى الطرقات .تربصت به أشاهد ما يفعله .كان يحصد روع عجوز متسول .ما إنتهى من ذلك حتى إرتمت الجثة هامدة و قصف العملاق السماء مختفيا .أما أنا فقد سارعت الطيف للجثة أحتلها قبل أن تسبقني أشباح الموت وتسوقها للانهاية .وهكذا عاد العجوز بما لم يكن .عاد بروحي .و بتفاهاتي و بأفكاري و بجسد رخو تعب منه الزمن .أما عن كيف حصلت على الحساب فقد سرقت هاتف ولم أفقه منه شيئا و تمكنت أخيرا من السيطرة على دماغ الجثة و سرني كثيرا أنه يعمل بالشكل الصحيح بل بهرني لكثرة ما قرأ من كتب .و استعنت بطفل لطيف علمني كيف أستعمل الهاتف وها أنا معكم الان
--------------------------. يتبع الحقيقة التي لن تصدقوها مذكرات طالب