top of page
صورة الكاتبAdmin

ذلك الذي يكتبني ....21... - نورالدين بالرحمة.


ذلك الذي يكتبني ....21... - نورالدين بالرحمة. ----------------------------------------------

في حقيبتي قطعة خبز ... مطاحن الزيتون بقرية مساوة نحاية مولاي ادريس زرهون ... للناس طيبة العصافير تزقزق لتنشر الحلم والخير والامل بين اغصان شجيرات الزيتون ...كنت هناك ...كنت الطفل االصامت ...الطفل المشاغب ...عندما كنت اخرج من المدرسة كنت اطلق ساقي نحو معصرة للزيتون يستقبلنا صاحبها بابتسامة طفولية ...اتامل وجهه الوقور وجلبابه الصوفي القديم ...يأخد مني قطعة خبزي يغمسها في الزيت ...بالصحة ياولدي ... في القسم كان استاذي السي علال بارعا في الر سم كنت تلميذه المحبب رغم كسلي في الحساب ...لكني كنت با رعا في الرسم .. كنت اقلده تماما ...ذات يوم جاء وهو يحمل علبة الوان مائية ...ابتسم _انها هديتي لك .... في الليل جعلتها تحت وسادتي ونمت من فرحتي .... في تلك القرية انتشر الموت ....والخوف ...انتشر الهلع ...انه وباء الكوليرا ...في البيت حجزنا والدي ....لتتناسل الاخبار ...لتصدمني وانا طفل ...مات صاحب المعصرة ...مات من كان يمدني خبزا وزيت زيتون وابتسامة رجل حنون ... انتشر الوباء ...عم الصراخ...هم الهلع ...يومها وانا طفل قرات نصا جميلا لطه حسين عن الكوليرا ......ويموها ايضا اذكر اني سالت والدي لماذا يموت الانسان الطيب رغم طيبوبته ..لماذا لايموت الشرير فقط ....اذكر ان الموت في تلك القرية علمني الاحساس بالم الفقدان ...... ------------------------- نورالدين 31/7/2017


٥ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page