ذلك الذي يكتبتي .....20 - نورالدين بالرحمة -------------------------------------------
عندما تجالس وحدتك تعزف الذاكرة لحن الرحيل عبر الزمن الى حيث تلك الظلال والاشباح ...كنت طفلا ...وكان التيه يمتد بي حدود الغثيان ...تلك الدور الصغيرة التي كانت تسيج حينا ...كانت حلم الابوة الصارخ في اعماقنا ...كان الطرد من المدرسة طرد الى مدرسة الحياة ...كنت اسير في نهاري كالشبح ...كنت احلم ان اعناق ليلي ...في المساء ...كانت باب سيدي عبد الوهاب مدرستي الاخرى في رحابها كنت اجالس اهل الحكي والسرد واللحن الجميل ...وكان صديقي ...م....يصاحبني ...كان يفر من المدرسة ليعانق لحظات تيهي ...كان الزجال الشعبي عبد الله المكانة يحكي سيرة حياتنا ويغني بصوتنا ...حكاية دراجته التي سرقت منه ...عندما ينتهي كنا نغير الحلقة ...لنعيش لحظات من سيرة عنترة ...او سيف ذي يزن ...السيرة الاسطورية التي كانت تشدني ...انها الاسطورة التي جسدها المرحوم حسن الجندي ....كنا في المنزل نلتف حول مدياع صغير ننتظر بداية الحلقة ...كانت الاحداث تشدنا ...وكان الصمت الرهيب يلفنا ...يا للحظات الساقطة منا .... في الحلقة كنت وصديقي لانكل من الاستمتاع بروائع هذا الحكي ... في يوم وانا وصاحبي نحملق في االسارد بعد ان انهى سيرته طلب منا رفع اكفنا للدعاء مستجديا من يمنحه بعض النقود كما هي العادة ... وصديقي رافعا اكفه انهالت عليه الصفعات من والده الذي تعقبه الى الحلقة ...وهو.يزبد ويرعد قائلا واللعاب يتطاير من فمه الخرب : _ تترك المدرسة يا ابن الحرام وتاتي الى حلقة ....لما أبصرت والده اطلقت ساقي للريح ..... في الطريق مشيت .......
-------------------------------- نورالدين .....30 /7/2017