ثرثرة فوق الغضب - حسنية الدرقاوي
------------------------------------- بعد أن يتفنن في إذلالك ويكسر شموخك.. يغادرك.. بعد منحه كل شيء من حرمانك.. ما فعله نتيجة حتمية لعطائك اللا محدود.. وكما في الرماية تعلمه ليصيبك، في الحب أحييته ليقتلك..!! أهديته ثوبا أبيضَ ليفصل لك فساتين البراءة، فأخرج منه كفنا يفيض عليك ويزيد. أهديته باقة ورد لتوزعينها على صديقاتك كتفاؤل بالحب.. وشؤما، أخذها ليؤثث بها قبرك بعد دفنك..!! لست غير مكتملة الأنوثة كما حرص على إخبارك وتحسيسك.. أكيد أنت مكتملة الشهامة .. فقط وأنت تكرمين..وقعت سهوا في قبضة لئيم.. شتم صنيعك.. وكشر في وجهك أنيابا سهرت لياليا على تلميعها.. حرمت نفسك.. ليكبر ويتوسع.. ويبحث عن حدود غيرك.. جوعه ما كان لجودك أن يشبعه، وفراغه ما كان لبذخك أن يملأه... ملعون هو بوفائك... مكبل الركب بكرمك.. موثق اللسان بحبك... سيركب الهجر ويغيب.. لكن بركة العشق الحلال غادرته إلى الأبد.. دوره الثانوي اِنتهى.. أنت البطلة الآن.. وحدك في مجابهة الحنين.. وحدك في حفل توقيع تأبينه.. وحدك تنظفين فوضى رحيله.. تخلصي من أغراضه في بوابات بيع الأثاث المستعمل، ولا تخبريهم أنها لخائن، سيعطونك ثمنا بخسا كصاحبها!. اِزدادي ثراءا معنويا على أطلاله، وأخرجيها في مزاد علني مجاني، دمري تاريخه وتحفه النسائية السابقة، وقدميها هبة عشقية للغجر.. لأنهم زاهدون في حب الأشياء.. أغرقيه في النسيان.. أحرقي جثة أوراقه المكدسة في قبوك، وتدفئي بها في برد الشتاء القارس.. ودعي شمس التفاؤل تدخل إلى أركانك.. لتزيل البرودة ورائحة العفن واليأس.. اِسمحي للنسيم العليل أن يداعب مخيلتك وخصلاتك.. فمؤكد أنه ذات صباح ..ستحمل إليك بشائر الربيع والحب.