سوريا المقدسة - فريال حقي

---------------------------

من أعلن الأتراح وكفن الأفراح .و طاف القهر بالأرواح. سورية عروس الشطآن فاتنة الشرق بلاد الياسمين عربية العمق عالمية الأبعاد وقمة الشموخ .تبكي ما ضاع منها في غفلة الزمن.حين تسلل الأوغاد و الغزاة جوا برا بحرا مدججين مدرعين بالكره و الحقد الدفين . بعد سرقة المكان و إستلاب الهوية .و ممارسة سياسة الإقتلاع و الإنتزاع و الإنزياح .كم هو خبيث و شرير من وضع الوصفة الجنونية للإقتتال .و تفتيت العالم العربي .هذه معركة التحدي الإنساني .في مواجهة الهمجية و شريعة الغاب تحت مسوح الحضارة الزائفة .هي معركة الإنسان السوري بعد أن تنازعته الحياة في الجسد الوطني المستلب . سورية فتنة عصفت بها و إعصار .هزتها رياح الغدر فتبخرت الأمطار و أمطرت الألغام .وخط المنايا بحبر الدم إنتصبا .وعلى ثراها الدمع سال و إنسكبا .فالمغامرون هم البلاء و الإبتلاء قسما سنجود بمهر المجد من دماءنا و نبذل الروح قربانا فالكرامة متجذرة في روابينا تنساب في نفحة الأنسام .و سوف نسترجع من إعوجاج الهاوية و الشرف الذي ضاع في إهانة الإستلاب .أبناؤها حلوا بالميدان . فتخضب التاريخ عطرا بحفنة من تراب .لا تبعدهم عاتيات الرياح سيقتلعون الليل الدامس . ليصوغوا دافقات الأضواء .فتلك بعض البشائر .و الصبح إذا جن الليل تنفسا .يلبي شوق الجراح و نداءات الصباح

-------------------------------

الأديبة فريال حقي .