سوريا يا جرح امتي - فريال حقي
--------------------------------
خالط الدمع الغمام. و عانقت العبرات السحاب. فجمد بريقها في العيون. فخجلت لها الجفون. فهل يجدي البكاء حين يهوى البناء. و تنطفئ جذوة الحياة. أبناؤنا يمتطون صهوة الكبرياء. و يعبرون على ضفاف الجراح. فهل من دموع تصير غيثا. تطهر الأوطان. من أدران الشقاء. و هل يرجع القلب الى سابق عهده. بعد ما نالت منه سهام الغدر. و طال. ترى متى ينجلي الحزن و روعاته. سوريا يا عطش الفؤاد. ما ذكرتك النفس مرة. الا كادت من الشوق تتلف. و خلال الضلوع جمرات تتوهج. حين يجثم الغسق على ضفاف الأمنيات يتجمد رحيق الصبر على شفاه الأزمنة. و مجلس الأنس أضحى بعد ساكنيه مستوحشا. حين غابت عنا أخباره. و العيون يملأها الأسى. بعد أن عسعس ليل التخاذل. والمشاعر ضلت. و القلوب خرجت عن السيطرة. أشبال سوريا جادوا بدمائهم. فالجود بالدم. أقصى غاية الجود. و بساحة العز. باعوا الأنفسا. ليزهر النصر العظيم. مكللا بالغار بطاح البطولات. التي أزهرت في ممالكها. ويهرب الأوغاد من البوابات. .و أصغينا الى. صوت الرجال الأحرار. فتلك بعض البشائر. و الصبح اذا جن الليل تنفسا يلبي شوق الجراح و نداءات الصباح.
--------------------------
الأديبة فريال حقي