مواقف رمضانية - مذكرات طالب
-------------------------------------- لرمضان الفضيل كواليس كما كل الافلام على كلتي الشاشتين . الكبيرة والصغيرة . شاب والالاف نحوه .يشاطر الليل سمرته .يرافق شاشة هاتفه و يعيد تفاصيل يومه لصديقه الذي رحل عن المملكة السعيدة قبل ثلاث سنوات بضربة حظ سميت "القرعة ديال مريكان " يظلان يدردشان كل ليلة الا ان يعانق نور صباح ظلمة الليل .ثم يغمض جفنه الذي لم يشهد حربا ولم يعايش ثورة .ليستيقظ سويعات قليلة قبل اذان المغرب ويدون على صفحته الماكية اللهم تقبل صيامنا .... .موظف في احدى ادارات الدولة يأتي متأخرا الى العمل و يجد صفا حاشدا في انتظاره .دون ان يكترت لهم يمضي الى مكتبه و يأخد هاتف المكتب الثابت .يضغط على ثمان أرقام سبقتها الصفر وبعدها الستة ليتصل بصديق له هو الاخر في احدى الادارات المشابهة لهذه .يمضيان اكثر من الساعة في القيل والقال .قبل ان يغادرا الاثنان . يقنعا الصف بالعودة غدا فنحن في رمضان .... كواليس رمضان .....في الجهة المقابلة....في المغرب دون مكياج.....ثلاث حالات تختصر المغرب .....سائق حافلة يقود خط مراكش العيون ساعات طويلة يمضيها في الطريق .بعيدا عن عائلته .يصادف الأذان احيانا طويلة وسط صحراء قاحلة لا ماء ولا حياة فيها .يقل المسافرين يوميا و يعاني الامرين دون أن يجد من يقله يوما لعائلته الصغيرة .شهر كامل وهو يجمع العائلات دون ان يجلس في طاولة واحدة مع زوجته وابنته ذات الاربعة اعوام وأمه التي خلفها المتوفى والده ........أم تبلغ الاربعين و ملامحها تخبر الستين من العمر .ذنبها انها ولدت على هامش الوطن وان حظها ضرب في العائلات الرحل الذين لا يملكون شيئا .هكذا ازدادت وترعرت متنقلة بين حفاة الجبال .صمدت برد الاطلس الكبير و حر شمس الصحاري الطوال .ذات يوم تزوجت بأحد شبان عائلة رحل أخرين .وها هي اليوم قد ملئت تجاعيد السنين وجهها .في رمضان لا تننظر الوزارة الوصية ان تعلن ذلك على شاشة التلفاز في البلاطو المزين .بل هو الهلال كما العادة يصادق موعده و يوفي بعده .يستقيظ كل يوم في السادسة تجمع الخيمة و توقظ صغارها تطهو لهم افطارهم فهم صغار على الصيام ولا يقوون على جوع . تنتهي من ذلك وتخرج رفقة عنزاتها و معزاتها اللواتي خلفهن زوجها ورائه بحكم كونهن حديثات الحمل يرعاهنا ويدعب صوتها الشجي وحشة تلك الجبال بموال سمعته ذات يوم من أمها ..طوال اليوم وهي متنقلة بين سطوع الشمس احيانا و بين التظلل تحت الاشجار تارة و الجلوس جلسة القرفصاء تحت صخرة .يصل المساء لتعود هي وزوجات اخوان زوجها الي الخيمة لتعد الافطار بنار حطاب جمعته في الطريق .والنار تلسع وجهها و تزيد من صلابته ليضيف تجاعيدزتجعلها في سن الواحد الستين ....... شاب ريفي حصل على اجازة في القانون ولم يشتغل .رفض طلبه في المستر ولم ييأس .حصل على دبلوم التكوين المهني و قد فقد صبره صادف الامر ما يسمى بالحراك ومع اول ايام رمضان خرح رفقة العشرات امثاله لا لشيئ الا انه يأمل ان تستجيب الدولة لمطالبهم في الشغل فقط .رفعوا شعارات السلمية .بالفعل كان بعض الاجندة العسكرية حاضرة وان هم فقط يتلقون الاوامر .استجبت الدولة لمطلبهم ...لكن بمفهوم المخالفة .كان اول المعتقلين بعد ان وقف دون ان يهرب عكس ما فعل الكثيرين . هو اليوم رفقة 5 وهو سادسهم فس زنزنة لا تبلغ الاربعة امتار .في سجن لا أحد يعلم بوجوده في غياهب الارض ..يصومون أكثر مما نصوم و يأكلون أقل مما نأكل تفترشون الامل بالعودة لأهاليهم و يتغطون بالذكريات الماضية حينما كانوا في طاولة واحدة مع اهاليهم كل مساء قبيل الافطار يشاهدون سيتكون بطلته دنيا بوطازوت .........
---------------------------------------------- كواليس_رمضان مذكرات طالب