" لذاك المزروع كشجرة في الصحراء " - رشيد بومالي
-----------------------------------------------------
هناك أمام انكسار الأفكار على بحر الألغاز تقف الأمنيات عاجزة عن وصول أو أفول ... يردد الصدى أصواتا من اﻵهات على اختلاف مشاربها... متألمون ، حالمون، منتشون بخمرة الشراب والأجساد .... يفيض الكون بحكايات ،،، لم تلق مستمعا جيدا وسط اختلاط الدماء بالمياه ،، وتكسرها على شاطئ اللامبالاة ....
أمام الفكرة الأولى تتحطم الأخلاقيات.. إن التضحية الفردية ،، ليست جيدة بما يخالف آراء شعوب تحب الاختباء.... كم مضى على حياتك في هذا العراء ؟ كم مضى على مماتي في هذا الفلاء ؟...
بدأت بسؤال مغلوط يافتى ... تشعر بالموت ؟؟ أساكنه فهو رفيقي الأوحد منذ سنوات...
تلوم نفسك على البقاء؟ لامكان للوم في الحروب .. هناك ناج وغارق ... والسفينة لاتتسع للفقراء..
كبش فداء؟ لاأحب التوصيفات الأدبية ،، لحالة لا أدب فيها على الإطلاق.... قضية طبقات..
لم تفكر بالهرب من باب تغيير الأقدار؟؟ الهروب موت من نوع آخر ... هل أبدل الرصاص بالاحتراق؟ ماذا لو استطعت النجاة ؟ تؤمن بالتقمص ؟ أحتاج لولادة جديدة ،، هذا طوق النجاة الوحيد من هذا الهراء...
أؤمن بانفتاح اﻵفاق على كل الاحتمالات وأنا متيقن بأن الميت يحتاج لدفن ،، حتى وإن صدقت جدﻻ بأنني سأبعث مجددا في مكان ما ....
هناك أمام موت يحتل قيد الوجود تبدو النيران مفتاحا لرؤية ضوء ما .. والفكرة الأولى تحارب السواد ... يحتضن سلاحه بحنان تام ... يرمي بهاتفه أرضا دونما إيماءات توضح ماهية الحديث الذي أجراه....
يكلمني الجميع بغرض الاطمئنان .. الاطمئنان عنهم وليس عني .. هنا يكمن الفارق الأسخف في من لايحمل السلاح...
لست مجبرا على إجابتهم أم أنك ترغب بسماع نبرة الأحياء؟ أرغب بتعرية نبراتهم الضاحكة والباكية المليئة بالخداع ...
هناك أمام اسوداد البياض ... تنطلق المعركة مباغتة .. آهات أنصاف الأحياء على اختلاف منابعها تتحول لقهقهات لتتناغم مع ثنائية النصر المكلل بالخيانات..
وحدها رنات الرصاص الفارغ هي من تستطيع استكمال النص دونما انقطاع ... أما هو فقد أنهى جولة لايعرف رقمها وعاد ليكمل كوبا فارغا من أي شراب ....
أحاول ملامسة بندقيته .. يقاطعني... لاتلمس الموت لتوهب لك الحياة... لامست موتنا مذ جالستك ولكن هذا أجمل من نصف حياة.. فعلا هم أنصاف أرواح... هي ميزة الموت الكبرى لايرضى بنصف روح مهما زاد عدد الأموات.
---------------------------
الشاعر : " رشيد بومالي " ( المغرب