المزاجية الابداعية الشعرية توقيع الشاعر الدكتور محمد ازلماط
الومضات النقدية
المزاجية الابداعية الشعرية، من المفاهيم التي كثر في مكوناتها الإصطلاحية التركيبية الجدل والنقاش ،وتعدد الفهم والتفسير والتأويل فيها، وتنوعت التصورات للمفهوم والفهم له،ونظرا لقلة المراجع التي تطرقت إلى المركب المفهومي، سأحاول التطرق إلى مفهوم المزاجية وعلاقته بالابداع الشعري. فحسب الشروح اللغوية، فالمزاجية، مصدر صناعي من مزج ويدل علاج عملية تتم وفق طبع الشخص الطبيعه واستعداد النفسي، وضع الخطة وفق المزاجية وتفكير القوات المنفذة لها"(معجم المعاني الجامع والمعجم الوسيط).أما من حيث المستوى الاصطلاحي، فتعني "حالة من الوجدان الذي يحل في الشخص بشكل مختلف عن ملف من وجدان، وقد يحل فجاة، كما قد يسبق مباشرة ظهور الضلالات الأولية التي عادة ماتكون تأويل خاصا لهذا المزاج المفاجيء، ونادرا ما يرصد المزاج الهلالي هكذا الذات، فهو غامض عادة بعيدا عن متناول الوصف اذا ارتبط بالضلالات الأولية. " (نشرة الإنسان والتطور العدد 2403 السنة السابعة .بتاريخ 30-4-2014 الأساس في الطب النفسي الفصل الثالث ملف التفكير )17)). وعلى هذا الأساس، فالمزاجية تؤثر في الابداع الشعري ، وتتمظهر ذلك من خلال ملامح سلوكية المعبرة عنها ،وأيضا أفعال حالية انفعالية تتمثل في العزلة والاندماج والتكيف والغضب الواردة في النصوص الشعرية إدريس الجماع وبدر شاكر السياب وعبدالله راجع وخليل الحاوي و وينرمال وجاريل ولأول الأمريكيون ، لأن قوة الابداع عندهم تموجي لا إرادية تعكس من خلال العلامات اللغوية التي تظهر من خلالها حالات فيزيائية لبنية عصبية معينة. إن التقلب المزاجي يمنح للشاعر طاقة إبداعية هائلة والهام خلاق وإدراك حددي غامض لأن الجهود الإبداعية قد توفر حالة من التنفيس catharsis ومن المحتمل أن الكآبة (أو أي اضطراب نفسي) تخف اذا بقي المرء مشغولا وهذا صحيح لا سيما إذا كان يصعب عليه مواجهة الاضطراب بغير ذلك، وقد توفر الجهود الإبداعية للشخص الكئيب منفذا للهروب أو الاسترخاء"(مارك رينكو الابداع ونظريات ص111) فالمزاجية تساهم في الإنجاز الخلاق في الابداع الشعري حيث تمنح تأملات وتفكير حادا فوق العادة حيث يؤدي إلى الارتفاع في إنتاج الشعر وذاك مانلمحه عند الشاعر بدر شاكرالسياب أو الشاعر أمل دنقل فا شعارهم توحي بالطاقة الجياشة وتوتر عال في الرؤيا وأفكارها. كما تتسم النصوص الشعرية بالتداعيات البعيدة التصورية التخييلية، والقوة في التركيز في القضايا التي تفضي إلى مواقف جريئة تتعارض مع الواقع. والاعتماد على منظومة حساسة تقوم على نغمة ايقاعية درامية تتموج مع التغيرات الانفعالية والادراكية والتداعيات والخيال.والقيام بتوليد رؤيا من زجاج داكن اللون يغشاها تأمل وحزن وتقلب من ضيق إلى سعة، ومن لطف إلى عنف ومن فتور إلى غيلان ومن فرح إلى ألم. فمن خلال هذه السمات يتبين أن المزاجية الابداعية الشعرية مكتملة نسيج البناء التشكيل الإبداعي من حيث اللغة الشعرية و البنية الايقاعية والصور الشعرية والصياغة بصفة عامة منسجمة ومتناسقة مع البنية الهندسية للذاكرة الشاعر.