البديل الثالث في علاقة النص الإبداعي الثقافي مع القراءة المنهجية توقيع الشاعر الدكتور محمد ازلماط
-------------------------------------- تنطوي العلاقة بين المتون الشعرية والمناهج النقدية ،على قدر كبير من جذب وتغيير وتخييب وتوتر وتعقيد، ليس فقط لكونها علاقة حركة جدلية تفاعلية مضبوطة ،بقدر كبير من الآليات وتحليلات وتفسيرات التي لا تجزيئها، أو لأن لها صلة تاريخية تمتد في أغوار العصر الجاهلي،و تتجلى عبر الحقب التاريخية التي تتسم بخصوصيات تميزها وتنفرد بها محلية بالتجديد القائم على الاجتهاد والمبادرات، وأيضا لها علاقة تفاعلية بين الثقافات المتعددة الجنسيات .وعلى هذا الأساس تتشكل على جدلية القبول والرفض، وعلى جدلية الحوار والصراع، وجدلية التوافق والمفارقة. وأمام هذه الجدلية ظهر طرح الإشكالية من منظور التفاعل والتعارف بين التون الإبداعية الثقافية والمناهج النقدية في مرحلتي الحداثة وما بعد الحداثة، اللتان تولدتا منهما بديل ثالث الكامن في الحداثة الحوارية القائمة على الثلاثية المحاور المتمثلة في الثقافة والمعلومات والتواصل حيث من خلال هذه الثلاثية يمكن إدراك مكونات ووظائف والسياقات من خلال القراءة المنهجية، في علاقة تفاعلية وبينية لبناء رؤيا العالم شمولية وكلية منصهرة في الانساق الثقافية وفي علائق التي تكون النص والخطاب الابداعيين الثقافيين في شبكة تموجية عنكبوتية، تؤلف عناصرها على ضوء تناصات وبنيات احاليات فكرية وفنية وجمالية وذوقية ومعرفية عرفانية، لتميز النص الثقافي الإبداعي عن اللانص الأثقال الذي "يذوب في المدلول اللغوي ولاينظر اليه إلا من هذه الزاوية، أما النص فانه يتمتع بخاصية اضافية، أي بتنظيم فريد يعمله عن اللانص الحكم والأمثال (والومضات الشعرية) وشعر الاحاسيس)(والخواطر)، لها خيانة تميزها عن غيرها من الأقوال التي لاتعبر نصوصا، هذا لا يعني أن اللانص ليس له تنظيم، إلا أنه تنظيم لغوي وليست منه -بخلاف التص- أي مدلول الثقافية. (عبد الفتاح كليطو:الأدب والغريبة دراسة بنيوية في الأدب العربي). فالنص بناء ثقافي يتشكل في نسق تفاعلي من منظومة علاماتية وأشكال هندسية، متناسقة متالفة فيما بينها في بنية صياغة تحتمل تعدد الدلالات والمعاني انطلاقا من سياقه، ويتاسس على وظيفة تعبيرية وجمالية وأخبار فالنص جهاز عبر لساني يعيد توزيع نظام اللسان بواسطة الربط بين كلام تواصلي يهدف إلى الأخبار المباشر وبين أنماط عديدة من المحفوظات السابقة عليه، والمتابعة معه.فالنص انتاجية وهو ما يعني: 1* أن علاقته باللسان الذي يتوقع داخله هي علاقة إعادة توزيع (صادمة) ولذلك فهو قابل للتفاوض عن المقولات المنطقية لا عبر المقولات اللسانية الخالصة. 1*انه ترحال للنصوص وتداخل نصي، ففي فضاء نص معين تتقاطع وتتوالى ملفوظات عديدة مقاطعة من نصوص اخرى( جوليا كريستيفا ، علم النص، ترجمة فريد الزاهي، دار توبقال ط1 الدار البيضاء 1991 ص21 يشكل البديل الثالث في الثقافة الإبداعية بعدا انطلوجيا. ينبثق من كينونة هوية المبدع عن طريق صور من تفاعلات التي تركز على العقل الذاتي الابداعي، والعقل الثقافي، والذوق الحدسي العرفانية حيث من خلال هذه الثلاثية تتم عملية الانفتاح على على الله والكون والمجتمع عبر تناصات رومانسية ،والاسطورية، والعقلانية والوعي بالذات، والانساق الثقافية والقوة الناعمة، والأشكال التموجية الايقاعية والنظم التعبيرية القائمة على الحواس. فالبديل الثالث يبحث عن ترجمة رؤية الذات المبدعة المتضمنة ما يخالج عقل المبظع، وما يفترض انطلاقا من من الثلاثين الله ، والكون ، والمجتمع ، ليرى ذاته ونفسه عبر خارطة الذهنية المعبر عنها من أعماق الذات النابعة من الإدراك الفطري والمشاعر ومواضع قوة متفردة في الاستخلاف والكون والاسطورة والحدس، والعناصر المكتسبة، والمحور حول الحب الإنساني، الذي يعترف بأن الإنسانية لا تتميز عن إنسانية اخرى، فالثقافة الإبداعية أقرب إلى الشخصانية، بذلك فهي شعورية انسانية، وليست شيء تقوم بوظيفته، وإنما هي فعل الفهم والشعور والتعاون الإبداعي لكونها، تحدد هويتها من آراء وأفكار وغرائب المبدع النابعة من رؤيته الواقعية لنفسه.