قراءة في ادب بيرل باك ----------------------- تعد بيرل باك اديبة من الطراز الآول بعد ان سطع نجمها في فن الرواية خلال القرن العشرين وهي الامريكية التي قضت سنوات طويلة من حياتها في بلاد الصين وتأثرت تأثرا شديدا بأجواء الصين بما فيها من طقوس ومراسيم وعادات حتى أنها أتفنت اللغة الصينية قبل الانجليزية لغتها الأم ، ذلك أن أباها كان مبشرا جاء الى هذه البلاد بصحبة زوجته وابنته التي لم يتجاوز عمرها شهورا خمسة . من أشهر رواياتها ( الأرض الطيبة )التي أهلتها لنيل جائزة نوبل عام 1938 حيث أثبتت بجدارة قدرتها على تصوير الواقع الريفي للمجتمع الصيني ابان تلك الفترة من اواخر القرن التاسع عشر ومن بدايات القرن العشرين . بطل الرواية فلاح فقير مثابر يعشق ارضه ، تقف معه أسرته في هذه المسيرة الطويلة من العمل والشقاء ليتحول بعدها حال الأسرة الى رخاء ونعيم . ان أحداث الرواية تروي بالتفصيل واقع الحياة الاجتماعي والمعيشي للريف الصيني أبان تلك الفترة ، وقد استطاعت بيرل باك أن تنقل هذه الصورة بوضوح الى القارئ حتى يكاد يشعر أنه يعيش هذه الأجواء بوجدانه . خلال مسيرة حياتها الممتدة من 1892 الى 1973كتبت العشرات من الروايات منها رحال الله ،شرق وغرب ، سماء الصين ، الحب الوحيد ، الأبناء ، الوطني . ان بيرل باك دائما ما تعطي بعدا انسانيا في أغلب رواياتها ، فهي لا تتحدث غن مجرد رمز وانما عن واقع ملموس يتمخض عن تجربتها ورؤيتها لهذا الواقع في كلا المجتمعين الصيني والأمريكي اللذين عاشت أجواءهما . لقد كان قلمها يرسم لوحات فنية متتابعة من غير توقف ، وانه لقلم ساحر يغوص في الأعماق فتنجلي بصماته في دنيا الأدب نابضة بحب الحياة . أشاد النقاد وما يزالون بأدب بيرل باك لما تحمله رواياتها من تألق الأفكار وحبكة الأسلوب ودقة السرد وانها كانت نسيج لوحدها وقمة من قمم الأدب الانساني الرفيع .