أتاني و الشوق من بعيد يسبقه يشكو عشقا بات بنبضه يتحكّمُ قال : فؤادي بحبك شغوف كلف و في هواك ملهوف هائمُ أنا الوامق المتيم حياتي بدونك خالية الا من الأسى و وجودي هباء و عدم سقاني نأيك كأس النوى دهاقا كأنه الحنظل العلقمُ سئمت تباريح الهوى والهوى مني لا يسأمُ ما لقيت منه غير نار تمور بالحشى و تتضرّمُ و هجير اشواق يلفح الأضلع كأنه الحممُ فاض صدري من الجوى و القدر يجور عليّ ويظلمُ فما سلاك قلبي المعذب و لا هو منك يُرحمُ هذا الجسد علّه السهد وهذه الروح أرقها الحنين و الاجتياح النهم
فما ابعد الوصل و ما اصعب حين يخذلنا الحلمُ ويعصفنا الألمُ
سأظل مع ركاب العاشقين أسير أمني النفس بوصال به انعمُ ما همني ان غزى دربي الردى و تلبد في سمائي الغيمُ
اراني في لجج الهيام اغرقُ و قلبك الأصمُّ يستبيح ادمعي و لا ينطقُ فيا حبة الروح أ دلال جفاءك ام مصيري المحتمُ؟
****** قلت و القول مني يترنّح و يتلعثمُ أيا رجلا قلب موازيني سلب مني رهيف الوجدان وجعلني أُغرمُ أ يخفاك ما تفضحه العينُ حين يستحي اللسان ويكتمُ ؟ أ لم تع أني في حضرتك يرتبك مني النبض و يختلّ النظمُ ؟ واني على أعتابك أصلب المنطق حتىّ يحلو بيننا الهمسُ و الكلم ُ ليتني أبوح سري للعلن و الكل يعلمُ أني ازددت حسنا و بهاء لأنك تراني نورا كأنني القمرُ و النجمُ وأني منذ أصابني منك السهمُ ما أقصي من دفاتر شعري القلمُ صار من وحي أوتارك يشدو بالحرف و يترنّمُ و صارت قصائدي يراقصها اللحنُ و يتلوّى على وقعها النغمُ لأنك من خلف أبوابها تُلهمُ
فلولا الأحكام والقيمُ لقتلت العواذل و بتُّ أجرمُ لحطّمت الحواجز و على المجازفة أقدمُ و لو لا قيدي المحكمُ لنذرت من أجلك العمر و منحتك قلبا بالحبّ يفعمُ
أعلم أني بنار حبّك ابتليت و أعلم أن الوصال هذيان و توهّمُ فأنا لا أملك أمري ولا حتى حلمي فكيف بشذى هواك أهيمُ و أحلمُ ؟ بتّ أغالب في نفسي شوقا يسطو على جوارحي و يقتحمُ أغتسل بماء السُّلوان علني من الذنب أسلمُ أنحر خيول الأهواء بداخلي وصهيل الرّغبة ألجمُ حتى يخرس لسانُ الحنين و يصمت الشوق الآثمُ فبربك أيها المتيم كيف ترتجي مني وصلا و هواك على قلبي محرّمُ ؟
دنياس عليلة / تونس