غامضٌ و عَصِيٌّ على الإيجازِ ، كالمجازِ في إشاراتِ عاشقينِ أبكَمينِ بِعينيْنِ ضاحِكَتينِ يُكملانِ حوارَ القلبِ بينهُما ، حينَ يَفشلُ الأُقحُوانْ كم أنتَ رائعٌ و أنتَ خائفٌ ، فلا تَمتثِلْ لقلبِكَ ، و كنْ حزيناً كي تُحبَّكْ فلا القَصبُ اختارَ أنْ يكونَ ناياً ، و لا أنْ تُورَثَ حبيبتي معَ قوتِ الحمامْ و لا قلبُكَ قاصرٌ لتُملَى عليهِ عواطفُه ، تقولُ أُركيدَةٌ ، يوجعني الصَّدى يوجِعكَ حُسنُ ظَنِّكَ بِظَنِّكَ ، و يُسعدكَ احترامُ الصَّبا لطلاقِ زَرْيابَ للرَّبابْ أريدُ قصيدةً و لتكنْ روميةً ، للفَراشِ فيها الحقُّ أنْ يستَحمَّ في بياضِها بياضٌ كثيفٌ كالسَّرابِ ، للحُلمِ فيه حقُّ الإقامةِ في أجملِ فنادقِ المنامْ فكُلما لصوصُ الوَصلِ نهَبوا من ليلِتِها قمرَا ... دَهنتْ برائحةِ البحرِ قلبَها أُمي ، و قبَّلتْ يدَ اللهِ ، سألَتهُ أينكَ ...؟ فارتجلَ من أجلِ سُؤْلِها قمرَا اَلسؤالُ هُوِيةُ الوجعِ ، كمْ وجعٌ سيوجعُنا ، لنُدرِكَ سِرَّ مِحنةِ القَطا ...! وجعي قصيدةٌ ، تطلُّ من ثُقبِ إبرةٍ على كفيفَيْنِ ساخرَيْنِ ، يتساءلانِ هلْ تزعلُ قبيلةُ هُذَيلَ ، لو أنَّ شاعرَها أجادَ بالبصيرةِ في وصفِ الظلامْ و هُدهُدُ سليمانَ لو كانَ أُنثى ، فهلْ كانتْ ستَكشِفُ بلقيسُ عنْ ساقِها و عبادُ الشمسِ ، هلْ يشعرُ بالإهانةِ حينَ ينحني لغيرهِ ليلتقطَ النَّدى متى ظلَّلَ الغَمامُ الغَمامَ يا أُمَّنا ، و هلْ حقّاًً يُصابُ الكَروانُ بالفُصَامْ ...؟
- أحمد بوحويطا- أبو فيروز - المغرب