على امتداد هذا المساء ياأمي ثمة نهر ٍ يعبرني ويقذفني على الضفاف كقصيدة وحيدة ألملم نبضاتي المتشققة من العطش لا لأن الملأ يحتفل بماأسموه عيدك فتلك وربي حماقة كبرى إنما لفرط دهشةِ تتملكني كيف تنبتين على أهداب حلمي مزارع شوقٍ وقلبي يقتله الخواءوالظمأ..!؟ هاقد أتى عام آخر ياأمي وأنا أتسلق رائحة الخبز في ذاكرة عطرك أجمع وشوشات الحقول من طيف ابتسامتك كومة سنابل ووطناًأخضر عام آخر وأنت تنبعين من قحط أيامي كراسة أقحوان وواحة كوثر عام آخر وانا أجدل من طهر ضفائرك مايرمم انكساراتي وهزائم قصائدي ووجعي الأكبر عام آخر وكل الطرقات تثرثرني شوقاً كسيحاً وصوتا متهدل البوح ووحده صوتك كمزامير داوود يطربني حنيناً ويرسمك وطناً وارف الظل وبالدفءيزخر عام آخر وانا اكتبك قصيدة وطنٍ واغفو إلى جوار سطرك جنات ُنعيم ٍ وطيفكِ يكبر بقلم عاتكة الطيب