الى كل الذين سافروا الى غدهم.... """"""""""""""""""""""""""" هنا في مرافئ النهايات الموتُ كتشبيهٍ بليغ يزينُ شواهد المقبرة في حضرته الكلُ بأصابعِ الخوفِ يتفقدُ عمره.... ويعدُّ الباقيات من السنين.... هنا في مرافئ الموت تَرَفٌ من ورد ورياحين يطوقُ خصرَ الرخام بزخُ الملحِ على الخدود وبينَ نعشٍ ونعش تعلنُ الأمهاتُ للحزنِ دولةً بكاملِ السيادة تتناوبُ فيها الزغاريدُ والبكاءُ على سدةِ القيادة ينشرُ الجميعُ نكبتهم على حبلِ الوتين يجفُ الحزنُ في سبخةِ القلبِ بعدَ حين.... ويبقى الملحُ عقاراً مؤلماً مثلَ سكين.... هنا في مرافئ الموت يعبرُ السماءَ هلالٌ محنيَّ الظهرِ كشحاذٍ يتسولُ كسرةَ فخرٍ ويقين... هنا في مرافئ الموت حفلُ تشييع سخي تتجملُ المنابرُ بأساورِ المجازات وتلبسُ اللغةُ ثوبها البهي يتكأ شاعرٌ على عكازِ بلاغتهِ وآخرَ يسرقُ من جيبي طعاماً لقصيدته لايكفي لعصفور... وتدورُ الكلماتُ تدور هذا المسجّى بينكم ياسادة لولاهُ الأرضُ مااتزنت وماطار الدعاء الى السماء بلاجناح.. ولبقيتم تتعاطون الفجرَ كالكوكائين تخفياً وتهريباً ولحاورتم ألفَ أفعى ولايطلعُ الصباح... هذا المسجى بينكم ياسادة لايعترفُ ببلاغتكم هو سيدُ الفُصَّاح قالَ البلاغةَ كلها في لحظةٍ ثم استراح. بقلم سليمان أحمد العوجي.