سمعتُ قلبي يُرتِّبَ عواطفهُ قالتْ لي موعدٌ معَ السِّنديانْ رأيتُ جبلاً من الحبِّ و حادِياً يشحذُ نايهُ بأصابعِ سَمرْقَندْ و أُمي تغسِلُ ريشَ هُدهُدِها بحليبِها كي يطيرَ إلى مُبتغَاهُ يقولُ الظلُّ لصاحبهِ لولا الضبابُ رأينا القَطا يحملُ قرطبةْ و كيفَ تحرقُ ناياتُنا بحُرقتِها غاباتٍ من شجرِ النَهَوَندْ و عاطفتي كيفَ لها أنْ تنسى أهلَها في دربِ السِّنديانْ ...؟! و أمي تتصفَّحُ أنوثتَها غُرفةً غُرفةً ، لا حديقةَ في الحديقةِ على دربِ السِّنديانِ تُجرِّبُ فيهِ قوةَ الهديلِ في مَبكى الحمامْ إنكَ لنْ تستطيعَ معي صبرَا قالَ نحنُ على دربِ السِّنديانْ فلا ضِفَّةَ للنَّهر لكي تقولَ للنهرِ سِرْ بنا خِفافاً ، لا قيلولةَ لكي تَستدرجَ غانيةً إليها ، فقمْ و ارفعْ سقفَ حُلْمكَ عالياً تطلُّ منه عليَّ تراني أرى اللهَ يولجُ الغمامَ في الغمامْ فرشفةُ النبيذِ وسَّعتْ جفنَ ليلِكَ لكنها ضيَّقتْ سِجنَ ليلاكْ و ضيَّعتْ وقاحةُ النَّردِ عليَّ عليكَ موعداً كانَ معَ السِّنديانْ رائحةُ الوجودِ خضراءُ أشمُّها في فمِكَ ، قلْ لنا كيفَ نطيرُ أيها الشَّغوفُ بالعُلوِّ ، كيفَ نسيرُ نحنُ إليكَ أيها الرَّؤوفُ هذي لغتي مرثِيَّةُ البياضِ خزفِيَّةُ الحبِّ تنقُصها الحروفُ أعِنِّي أيها الأبُ الغارقُ في أخضركَ الشَّريفِ ، وجعي ثقيلٌ أيها الشَّاهقُ أعِنِّي على المشيِ إنَّ لي موعداً مع السِّنديانْ .
- أحمد بوحويطا - أبو فيروز - المغرب