لِمَ تركتني أغرق في بحور هواك وأتوه في نسيم الوجد في سماك كورقة في مهبّ الريح في بهاك تقاذفتها الهبوب في الأجواء بلا أنين وبكل تردّدات الودّ والحنين تارة تلقي بها على ارض الخلاء وأخرى بين حواجز الأيّام والرجاء بلا معين او منقذ امين أو موطن إستقطاب للأنين لما تركتني أغرق ... والحال ان الذنب منك ... لا أنا فمياه يمّك عميقة الأغوار تتطلب الخبرة أو زورق متين ومراس وحنكة ودراية بالسباحة والتمكين لأنّ بحرك يسحر الشعور والإحساس ويغري بالعدم قسرا بلا إرادة الأنفاس حتى لمن لا يحسن مثلي العوم والسباحة ليجد نفسه في بحر حبّك بلا تفكير أوإرادة مرهون يأحكام القدر وعواصف الكيان وما يقرّره هواك وإختيارك في الحين و الزمان لما تركتني هناك في الغريق بلا منقض أو زورق نجاة في الطريق إلاّ ما يقرّه قلبك وإحساسك وما يتكرّم به علي وجدانك من امواج أنفاسك فهل يا ترى يطاوعك حسّك وشعورك على تركي غارقا معدوما في بحورك لا تمدّي يديك لي بالإنقاض وتباركي روحي ووجداني بلا إعتراض لما تركتني أغرق بلا مجذاف ولا سفينة نجاة ولا ريّاس بدعوى أن هواك صعب له شروط تجسّم إلاّ لمن يقدّم المطلوب والحال أنا في مياهك غريق وفي يم بحرك متروك بلا رفيق ترفقي بالحال والأحوال ولا تتمنعي وتزيدي من الهروب والإصرار فإن هواك ألمّ بالقلب والفؤاد والروح سافرت بلا تردّد و لا عناد لم يبقى لي غير مرساك كدليل ولا طوق نجاة إلاّ ودّك الجميل فلا تتركيني أغرق ... وأتوه في مطبّات السنين
محمد الحزامي / تونس