إلى أين العزم.. يا شتائي.. و إلى أين الرحيل.. أراك تلملم أطرافك.. تملأ الحقائب.. بأناتي..و وجعي.. و ما تبقى من الحنين.. فإلى أين الرحيل.. و أنا رفيقة العتمة.. في ليلك الطويل.. و صهيل الريح.. في شقوقك.. وعلى سطوحي.. و عويلها بين الضلوع.. أنا رفيقة المطر الحزين.. في ترنيمته.. و معزوفة السيل.. في تأوهه.. و غيماتك إذ تمر.. سحابات..سحابات.. في سماء سنيني.. فترسمني.. بين فجواتها.. طيفا.. يطارد نجما مشتعلا.. ينتحر في البعيد.. فلا ترتحل يا شتائي.. لا تسلمني لفصل.. ينكرني.. ينكر جرحا.. ينعق على كاهلي.. فتأنى يا شتائي.. لا تستعجل الرحيل.. و إن كان بدا أن تغادر.. ضعني في حقيبتك.. اجعلني.. غيمة من غيماتك.. قطرا من مطرك.. أو إحدى رياحاتك.. أو شيئا من ذاك الضباب.. في الأفق.. و اصطحبني معك.. لطيفة-الشامخي-تونس