من النادر جدا أن تجود الحياة و تدفعني للأمل لكن حين يبهرني الإهتمام و أفهم أنه لا يزال ذلك الولهان يصبح و يمسي على إبتسامة شدته زمان. ...كل هذا الجمال يبعث في قلبي الأمان و يمسح كل رديء عشته عبر الأيام ...
ففي كل هذه السنين أبكمت و عميت المشاعر ، ركنت ولم تثر ،اختفت و تحجرت وفضلت عدم الظهور لكنها صمدت و تصدت لهمجية أطالت البقاء...
صحيح فرحت سابقا و لكن أكيدا تألمت أغلب الأوقات، فالأعوام مضت رتيبة ، غابت فيها معالم الإبتهاج و لم ألق فيها السعادة و ودعت فيها حب الحياة ...
أعوام فيها لم نلتق و فيها نسينا معنى أننا نلتقي من جديد ،فيها ألجمت الجنون و فيها دفنت بالحياة...
الآن فقط فهمت معنى الحياة ، فمن كلمة رفيعة و رقيقة وزنها يساوي كل ما في الأرض والفضاء اتهززت وأنا التي ظننت أني ودعت الحياة ...
صحيح تجنبت الجنون في زمن الرداءة و النفاق ، ركنته داخلي للعيش مع العادي و المعتاد فهم لا يفقهون معنى الجنون ...
الآن فقط فهمت لماذا أسرعت في الكتابة فأنا أحببت أن أعود تلك المحبة للحياة التي ظلت تترقب في كل الأوقات من يهبها جميل العبارات ...
أسرعت بالكتابة لأن الأمر نفسه من ذلك الزمن الجميل زمن "الماوراء"...
زمني و زمن من يلهمني الحياة ، يحييها من جديد و يحاول سحب ترسبات كتمتها طيلة السنين ...
و أن يظن أنه المنقذ فهو الجاني كونه جعلني بعيدة عن هواه كل هذه الأوقات ، ليس خجلا منه بل تسلطا جرني لقدر الظلمات ،فلو عبر عن هواه لكنت له كل الهواء وكل الحياة و لكن صمته قادني لمعايشة المعاناة....
فحين باح بما كان لازما أن يقوله زمانا زلزل الكيان فمثل كلامه تقت أن أسمعه منه زمانا...
سباته طال و غيابه أطال العذاب فكيف يأتى الآن يأتي ليقول كل هذا الكلام ؟
يقول أن كتاباتي تسللت حروفها لأعماق الوجدان و أججت عاطفة لا تزال تركن داخله و لم تتمكن السنين من الإجهاز عليها بالنسيان...ينسى أن كل السنين الجوفاء العجاف جعلت مني ممثلة لأدوار في مسرح الحياة، تنكرت للجنون و لعنته للعيش بين العقلاء ....ظلمة و ظلمات كانت تلك الفترات ، أبعدتني عن كل جميل في الحياة لكن بالصبر أمضيتها و بالصمت كان كل الكلام ...
فلماذا تظهر الآن بعد فوات الأوان ؟ فعلى كل حال أشكرك لأنك جددت الجنون و جعلتني أكتب من جديد لأعيش عالم الخيال ...
ففي كل صباح أشعر بذلك الفيض من المشاعر التي ولدتها و كنت أظنها لن تأتيى، و هاهي تنبض القلب و تعوض له الحرمان ، و أنا مثلك أشكر القدرالذي أتاح اللقاء...فكيف بعد كل هذا العناء أتخلى عنك وأنت الروح التي استرجع؟
و رغم أني أؤمن أن الحب يأتي دون أسباب، فلا المبادىء و لا الأديان تقيده وهو لا يعترف بمستحيل نفرضه و لا بالتناقضات...
القصة تبدو غريبة فهي تكتب ولا تعاش ، قصة لا يكررها الزمان و تبقى من أحلى الحكايات ...
هي قصة تلامس الأعماق وتهزم كل مستحيل فرضته الحياة ، تصلح النفس و تحرر ما عرقلها لسنين ....
من هنا تبدأ القصة ومن هنا يتفجر الجنون ليطلق أحلى مشاعر بين متضادين إلتقيا بعد ممات..،
قصة عاشق نجح في دروب الحياة، أخذ مسارا لا يتماشى مع من أحب في كل هذه الحياة ...
هي مجنونة ملتزمة وهو عاقل مجنون بها رغم إختلافهما في منظار الحياة ....
فالقصة لم و لن توجد في زمن من الأزمنة و لن تفهم حتى تحكى و ميزتها جنون لا يوجد في عالم هؤلاء...
قصة تلامس الأعماق،تسكنها لتنعش ما خمد ...فهل ينتصر العقل أم يكون الجنون هوالفائز؟
Comments