"أَنَا لاَ أصِّر أنْ أكْتُبْ عَن عِيد الحُب و لَم أقَرِر بَعد أنْ أكْتُب اليَومَ أَو أُؤجِل قَرَار الكِتابَة إلَى الغَدِ فَليْسَ هُناكَ قَانُون يُجْبِرُنِي أن أَكْتُب فَأنَا أعْتَنِي بِحُرُوفِي قَبل عَلى فِراشِ الوَرَق تُحَط... و أَخْتَار مِن نَسَقِ جُمَلِي مَا هُو أصْدقُ لِلقَلبِ عِيدُ حُبٍ؟ هَل مُجبَر فِيه أنا أنْ أكْتُب؟ أَم مُخَيَّر في الرَد؟ عَن مَاذا كُنتُ أَوَدُ... أن أحْتفِل ...أَن أكْتُب؟ فَما يُناسِبُنِي قَد لا يُنَاسِب بَقيَّة النَّاس عَلى مَا أعتَقد مَاذا تَرَانِي فِي عيدكَ يا حُبُ أخُاطِب؟ فَفِي الهَوى أنَا قَلِيل التَّجارِب و انَا فِي العِيد لا أحُاول أن أُحِب وأكُون مَع المُحْتفِلِين فِي مَوكبٍ وَاحد فأنَا لا زلتُ عَن الحُب فِي وُجوه البَشَر أبْحَثُ وأُنَقِّبْ عَن وَجْه سَمِحْ مِثل وَجه أَبي العَذب عَن وَجْهٍ عَطِر مثلَ وَجهِ أمِي الطيِب و إلى الآن لَم أجِد فَفي خِزانَة الحُب أقْنعَة لاَ تُعد بَعضُها كَشَجَرِ الغَابْ يَذبُل و يَسقُط و بَعضُها كَنَّارٍ ولَهَب تَشتَعِل وَ تَتَرَمَدْ و يَبْقَى وَجْها أبَوي إلَى مَا بَعد الأبْد نَجْمَان فِي سَماءِ الحُب بِهِما أحْتَفِي كُلمَا حَل يَوم الحُب و مِن أجْلهِما أَخْتَفِي حَتَّى يَكبُران فِي فَضَائي و يُجْبِرَانَنِي على الكِتابَة فاحط قلمي فوق الأرض وَ أكْتبُ: "اشْتَقْتُ إلَيكُما إلَى اقَصى حَد و إلَى الغَد...
©عبدالمومن جمال ٢٠١٧ جمال عبدالمومن