... وأنا أحبو على كهولتي
كرضيعٍ يمضغُ شهقةَ الفراشاتِ
وأزحفُ صوبَ شعاعِ أمّي
يمتدُّ ثغاءُ أوردتي
لحليبِ الضّوءِ
وتتعثّرُ بي أصابعي
فأسقطُ في دوامةِ الدّهشةِ
أنا وجعُ النّسمةِ
جناحُ الدّمعةِ
عصفورُ المسافاتِ
أتنقّلُ بينَ أغصانِ السّرابِ
زوَّادتي لغتي
ومطرُ الأمنياتِ
أصرخُ ملءَ غربتي
أفتِّشُ عن ملاذٍ لهروبي
يا أيّها الأفقُ الصَّاعدُ من دمي
ترَجَّلْ
لأقطفَ منكَ القصيدةَ
إنِّي أبحثُ عن أمواجِ النّارِ
لكنَّ الشَّواطئَ تهدَّمتْ
فوقَ مراكبي
وانتحرَتْ رمالُ الأسئلةِ
فَكُنْ ياوقتُ حصاني
لأركبَ صهيلَ الدّربِ
وأقتحمَ خَلْوَةَ وحْدَتي
وأمْسِكَ بأطرافِ الرِّيحِ
أهزُّ بجذعِ رمادي
وأوقظُ ماتبقّى من حائطِ
طفولتي
وأهدِّمُ المسافةَ مابينَ موتي
وجنوني
أنا دمُ الحنينِ
جراحُ التّنفُّسِ
بوَّابةُ الجهاتِ
إلى بلادي
التي سَبَتْها الخياناتُ
وغدرتْها أشجارها السّوْداءُ .
مصطفى الحاج حسين . إسطنبول