مازلنا لم نلتقِ، كنت أرغب كثيرا في لقائها، أقسمتُ لها أنني لن أخون زهرة تلك الأيام التي كانت تجمعنا ، كان المطر حينها يفاجئنا ومع ذلك فهو ينعش الوصل بيننا، نبحث عن الدفء بالقرب من الشريط الطويل من النخيل، نسير دون توقف لانعرف وجهتنا الحقيقية، كنا نتحدث كثيرا في الحب، وقطرات المطر تزيد في إشعال الفتيل بيننا، وفي لحظة، التفت يمينا وشمالا فلا أجد سوى طيفها يهامسني بالحفاظ على جميل الذكرى. لم ترفض يوما لقائي، أقسمت لي بأنها راغبة أكثر من أي وقت مضى، وهي تكتب لي فقرات صغيرة قالت لي : معك وحدك استرجع أنوثتي، هل تصدق، ذاكرة المرأة لايمكن أن تشتغل سوى من أجل إحياء صورة الرجل، أنت هذا الرجل، أنت تسكنني، أريد الخلاص من كل شيء، لأظل منشغلة بك وحدك بقية العمر. ما الذي يقف في طريقي قالت، لأحقق لنفسي هذه الرغبة ؟ القدر يغالبني والقدر يعاتبني، وأنا بينهما يوما بعد يوم فاقدة لروحي. قالت لقد اخترتكَ وأريدكَ أن تبقى وفيا لي رغم بعد المسافات ، أريدك لي، أعرف أنك رجل متعدد الهويات، ترسم في كل لحظة خريطة للجمال لا حدود لها، أريد أن أكون سيدة هذه المسافات، أريد أن أظل ملهمتك مدى الحياة. هذا رهان كبير، يؤرقني كلما فكرت في الهروب من قدرك الجميل، أعيد شريط الذكريات أجدك بقربي، أجدك ظلي الذي لا يفارقني في كل الخطوات. الآن فلينشد القدر معزوفته الرائعة حتى يتحقق اللقاء ونحتفل جميعا بعودة المطر.