منذ الزمن منذ لا محدودية الزمن إلأ برهة وقليل .... شاخت في ثنايا القلب رائحة الجرح فتعفنت مقاصدي في أبهى ميلادها... فتسلل من تسلل الى معطفِي الصوفِي .... الى كَومةِ الشَّغفِ الذّي يُدثرُني... الى رَمادِ الحَريقِ الذّي يحْفظُ شُعلتِي... فأيقظَ وجَعِي بِهزةٍ لا أألفُها.. هَرولتُ الى جنَباتي بالفزعِ الذّي هيأته مَشِيئتي ... عاريًا ... إلّا منْ ظِّلي ... إلّا من عجزِي... إلّا مِن تضرُّعِي... أخفيت بكائي في كوة جسدي... ورمَّمتُ دموعي بين أكْمامِي هُدْبة لعكازتي فاختَارنِي وجعُ السواد مما لا أملكُ فأهداني يدا غادرة تحمل فتات حزني... إشارات أن أحمل أشلائي أن أغير اتجاهاتي صوب ليل آخر .. إشارات من الله أن الحمق حين يُطل تزهر أوراقه بالتلاف... وتصوم الطيور عن الكلام حتى تلِد الحِرباءُ سماءًا لن يمحيها كما دأبَ على ذالك لساني بالغناء إشارات ممن سكن ... فضاءات دخانها جليد يُسري العظام بالملل إشاراتٌ ممن كانت طريقُه يومًا عطلٌ... أن منحدَرات القلب لا تهدُّها غاويهْ .... حين لا تعدُوا الهاوية سويهْ... وحين امُّ الأربعين على بطنها ملْويهْ وعقربُ الصّخرِ لنفحِها رَاوِيهْ... وعيون البُّوم تفترشُ الشُّرور ناويه إشاراتٌ من ظُنوني .... أن الوهم َالذي نبني به قُصورنا فصارت طللاْ تَصلَّب كما شئنا لهُ عند جدع الشجرة ... فأمَّتهُ قوافل النَّمل .. وقضمت أصابعه عاهرات الليل.. فهو بردًا ولا سلامًا .. وهو ظُلمًا وظَلامَا.. إشارات من ثائر في الجنة أنَّ عقمي خدعة وحزني إلا ما طويت خدعة... وعطش عمري إلا ما رويت خدعة... وخسارتي وما ملكت إلا حظي خدعة. منذ الزمن منذ لا محدودية الزمن أبشروا فإشاراتي بشرى لكم جميعًا لتعيدوا لي معطفي.... فخجلي يغرقنِي بُكاءًا حين أرَاكم أما ألفتِي للعَراءِ فصارت ظلي. وكلها الظلال خدعة.
الشاعر عبد اللطيف رعري /مونتبولييي /فرنسا 26-01-2018