يا أيتها النساء اللواتي أحببنني صهٍ لا تبكين عليَّ , رجاءاً ولا تنوحنَّ عليَّ طويلا وكفكفنّ الدمع والعويل , وزغردن , وأوقفن التهويل ورتلنَّ ما تيسر من التَرْتيل وأشعلن الشموع , والقناديل في الصباح وفي المساء وفي كل وقت وحين هللوا يا , هللوا يا ***** أنا فكرةٌ عابرة , فكرةٌ مرت في الزمان مسافرة في هذا الكون الفسيح قمرٌ أوشك علي الأفول أنا نجمة حائرة وردة أوشكت على الذبول أنا من أنا , سؤال عالقٌ في الذاكرة .؟. أنا زوال أم أبد .؟. , أنا محض خيال أم حقيقة أنا ليل طويلٌ الأرتال أم صبح أشرقت شمسه آهٍ من الحيرة والألم والأحلام حين تموت وعجلات الأيام علينا تفوت وأمضي وتمضي السنون والكل سيدركه المنون سيطويه الغياب , والموت ينتظر القادمين علي الطريق علي بوابة الغيب , الإياب نور أم ظلام , حياة أم فناء نعيم أم عذاب , أم سراب أين هي الإجابات , والإنذارات سريعة وخاطفة والغياب , الأفول , ***** أمي العجوز ماتت بعد أبي لأنها لم تقوى علي الحياة في تلك البلاد التي تسكننا من زمن بعيد رحلت أمي ولن تعود وأنا لم أزل هنا وحيد أجتر الذكريات البعيدة في بلادي التي تسكنها التَنْهِيدَة وفياً أنا لحبيبتي التي رحلت دون أن تحقق بعض ما تريد كانت تريد , أن ترى ابنها الوحيد , سعيد , أن ينجب لها الحفيد ماتت ذات صباح في شتاء بعيد في إحدى المستشفيات العتيقة والممرضتان تثرثران في إحدى الشرفات العتيقة التي تطل علي الحديقة وتتبادلان أطراف الحديث عن الحبيب , وعن أحلامهن المنتظرة , البعيدة وكانت أحلامهن تتسرب إليَّ في خفاءٍ عنوة ودون أن يشعران , صفعني صوتهما البليد وأنا كنت أبكي علي أمي الحبيبة , أنا الوحيد , أنا الوحيد ***** ليتني لم أتي إلي هذه الحياة ليتني ظللت هناك حيث العدم ليتني لم أكبر قبل المعاد ليتني لم أولد , ليتني لم أشُب , ولم أشيب أو ليت الزمان يعود من جديد فأمسكه بيدي حتى لا يعود أو ليتني كنت من قبل هذا نسيا منسيَّا بقلم / على حزين 25 / 1 / 2018