إلى هناك... وذاك الوهجُ الغامقُ ينقرُ المرايا وتتعثرُ الأصْواتُ بالخنقِ شَبِيهةً بالبقايا وهذا ا لحلمُ يعتصِرُ النّوايا فيستَحيلُ بنا رُعاةَ الفجرِ ألفةَ الوُجوهِ كانتْ بالبِشرِ تُعرفُ حينَ هوَانا بأيدينا.... فحينَ نثرت في مُحَيانا حبَّات الخجلِ وَتلوَّى لبلابُ الأسَى علَى الأعنَاقِ أمْسَينا نُردِدُ للْموتَى أغْنيات حَزِينة .... وهَامَ بالداخلِ فِينا شُرودُ المطَرِ. تَرهَّلتْ أهْدابُنا ... تَيتَّمَ فِينا الأمَلُ ... تَرمَّدتْ ألْحَاضُنا بالبُكاءِ وعَزَّ عَلينا النّومُ ونَحنُ فُرَادَى.. أمَّاهْ تلكَ أشْجَانِي ليْلايْ تلكَ مُستَهلُ أهْوالِي وما أدرَانِي الناطِقُ باسمِ الضيَاعِ وما أدرَانِي بالشؤم ِناطِقُ ... أمّاهْ مِن أيْنَ تُخَاطُ ذكْريَات مَزَّقتْها أسْنانِي؟ فمرْقدِي يُبكِينِي فرَاغَ المَساحَات ... وعُودِي تهشَّم َوخرَّتْ سَواعِدِي أتلَفتُ الرُّبَى وجِنان الرمَانِ.... أتلفتُ الآمالَ وَمغزَى الزَّمَان .. وقِيلَ عنِّي حُثالة إنسَان أمّن اللَّيل علَى حُلمِهِ بالشَّرْطِ وَالبَيانِ.... فليُرتِقْ مِن سَوادِهِ كساءًا لمَا ظَهرَ للعِيانِ جَزَاءًا لهُ وللعُقبانِ أماه أماه أملِي فِي رَعْشةٍ أطولَ مِنْ نَكدِ البياتِ لأرَقِّم حُظوظِي علَى الارْصِفة وأعْرضَ مَلاحِمي علىَ أشْباحِ المَغارَات وأهدي أسْمالِي لزَوبعةٍ خَريفيةٍ تُكففُها للشُّطآنِ ... وأعْصرُ مِن نُبلِ دَواوِينِي قَطرَة لذاكَ النَّهرُ الشَّرِيدُ فألحَقُهَا أمَّاهُ مَنْ يَّعدَّ معِي نَوافذَ الليْلِ أتحسَّسُ دِفءَ نَجْمَة تُلمْلِمُ للصَّباحِ سِرَّ الوجودِ من يدُلنِّي علَى مَنبثِ الحُلمِ...؟ ففَوارُ دمِي لا يتوقفُ عندَ قدمِ الجبلِ الى هناك ولا هنا ولا ذاك فِي أفقٍ يسْتهويهِ الهربُ طَوعًا يُحَاكِي بأقنِعة شَرّدتْها الصَّلاةُ بطُقُوسِ الهزِيمَةِ سَأنتظِرُنِي مُنتصِبًا كَالرُّمحِ عَلى عَتبةِ إحْدَى المَعابِدِ ورَاياتِي تُدنْدنُ لِي بِالخَبرِ اليقِينِ فأمْحِي العَثرَةَ الدَّامِية عَنِ العُيّونِ وأغفْرُ خَطِيئةَ المُعاقِ والمَجنُونِ وأهْدِي بِشِعرِي الضَّلالةَ والمُجُونِ... وأصَاحِبُ الطَّيرَ... وأصَاحبُ الجِن .... والانسَ الى هُناك حيْثُ بدأتُ
عبد اللطيف رعري /فرنسا /مونتبوليي 25-01-2018.