أأنتَ الأفقُ ديارٌ خاليات أأنت الوهمُ في زمن المُتعاليات بُعدُك البُعدُ ومَا رمَاني زماني.... ورقصَاتي عارِية لزُهدٍ أمدي وما غَرَّتنِي الاطيافُ بميلهَا... ولا سَاءتنِي ساعاتُ الضَّجرِ أفقٌ أنت شُعلةٌ طافئةٌ لا ميلاد َللَهيبِها ووجودٌ متقاعسٌ يحمل ُسَعادة في بأسَائِها لن أهديكَ قضِيتي من برجِ الإساءةِ فربّما تسْحَقكَ الكآبةُ مِنْ عَلٍ ولغيبتِي في سجنِ المتاهةِ شُؤون ولن أدُلك على سَراب الأمكنةِ إلِّا حين أراكَ زاحف صَوب رِقتِي تَتيمَّنُ صولتِي .... وتبايُعني للعمرِ قنديل الهوى فالخيطُ الذي يمُدنِي نُورَ الشّمسِ ..... وحْدهُ سيمُدُكَ سبَيل النَّجاةِ لتحيا في نخوتك الرطبة أفقِي من أين تأتيك القتامة؟ وعطرُ ريحُك يستبقُ غُلبة قادمة إن مسكتُ الأبراج بأسناني وألهمتها يميني مسافات للعشق فلن أجرؤ كما كنتُ الطفل المشاكس عن مُساءلتها صرامة اللون باللون فزهدُ الأمواج يعطِّر السماء وكما هي سارية في خفاء الدهشة أراني مشدودًا لسُحنةٍ قاسية تميلُ تحت يقظتِي ... أهيئ أهليتِي لجلبابٍ يحتملُ المقاسَات الضّيقةِ أمزحُ بماء البحرِ... أهادنُ رُكوب هذيانِ المنسياتِ... أهش بيساري تاريخ اليمين لأحكُم قبضتي علَى ليلٍ عسير ٍ فالحماماتُ تسْتدلنِي لأعشَاشِها والاغْصانُ تُهدهِدُني لأرسُم طريقَ الله والكَدماتُ التِّي علَى الوجهِ تُعيدنِي لحُرقتِي .... وانتَ تبتعِدُ صَوب مجهُولٍ لا يُوقفُه وجهُ البحرِ كلمّا شابنِي اليُتْم منْ نفسِي ومنْ ضَيقِ الأفُقِ فمَا لتلكَ الضفَافِ مِن شُكُوك فِي سخَاءِ المطَرِ وَمَا لِقسَماتِي شُحٌ يُنسِيني ضَراوَة القدرِ ويُعيد للبصِيرةِ اللّمعَ والنّظر وما يَكفيني حُزني لأرْدِي الحجر بحفيفِ الشّجر ولن تزهر موجة بين أصابعي .. ولن تنمو زهرة في جفاء القلب... ولن تعلو مع الريح نبرة حزني لمجرد أني اللون الذي يشبهني ... لمُجردِ أنِّي الوهْم الذّي يستهويني... لمجرد العقم حينَ ألمَّ بي صحيح أنك أيها الأفق لا ترى قدماك كما أرى أنا قفاك ... صحيحٌ انَّ مُهلَةَ بياتُكَ في بُعدٍ لَسْتَاهُ لا تساوي غَصّة توجُعِي ... أنتَ الأفقُ وأنا أول البدايات... أنتَ الأفقُ وأنا بادئ الخَطوات... انت الأفقُ في منتهاك ... وأنا في مَنبتِي واقفٌ بلا هُداك قبري مَوجة صَامتة هادِئة ويدُكَ لا تُلاءمني... حُلمي نغمةٌ وردية تُدللنِي ولا حاجة لي بمرورك تزحفُ أعرجًا كالليل..
بقلم الشاعر المغربي عبد اللطيف رعري/فرنسا/مونتبوليي 23-01-2018