إنَّ بي نَـزْعَــةً إلى الطَّــــيَرانِ || في سَــمـاءٍ مَفـــتـوحَـــةِ الأرْكــانِ وبِهـا أَفْـرِدُ الجَـناحَــيْـنِ حُـــرّاً || لـــمْ أضِــقْ بالأنــامِ أو بِالـمَـــكان وبِها أشْدو لحْـنِيَ الحُـرَّ طَوْعاً || مِنْ سُروري أوْ مِن صَدى أحْزاني هـكــذا كـنـتُ دائِـمــاً أتَغَـــنَّـى || بِقَـصــيـدي إذا السُّـرورُ دَعــــاني كُلّـمـا ازْدَدْتُ بَهْـجَةً وَسُـروراً || طِـرْتُ أعْــلـى مُــرَدّداً ألْـحـــــاني تسمَعُ الشّمْسُ والكواكِبُ لَحْني || يَـتَغَــنّى بـهِ مَـــعـي الخــــافِـقـــان وَأَرى البَدْرَ في ابْتِسامَةِ حُــبٍّ || تـبْعَــثُ النّورَ في صَمـيــم كَــياني وتُفيقُ الشمسُ اللّطـيفَةُ فَجْـراً || فَـهْيَ والــبَـدْرُ نَشْـوَةً يَـرْقُـــصـــان أوْ مَعَ الجُرْحِ نازِفاً كنْتُ أمْضي|| لِـــلْأَعــالي لــوْ عــــارِضٌ آذانـي حـيثُ لا شامِـتٌ هُـناكَ يَراني || ضارِعــاً بِالشّكْــوى إلى الرَّحـمـن يَخْـرُجُ اللّحْـنُ باكِـياً وحَـزيــناً || مِــنْ جُـنوني و مِـنْ فـــؤادٍ يُعــاني مِنْ هُمومي ومِنْ تَباريحِ وَجْدي|| آهِ مِن لهْـــفَــتي ومِـن أشْـجــــاني! هـكَــذا عِـشْـتُ دائِمـاً أتَغَـــنّى || بِـكـلامٍ يَـفـــيـضُ مِــن وِجْــــداني وَأَرى الْأَدْعِياءَ حَـوْلِيَ صاروا || كَــثْـرَةً مـــثـلَ كـــثْـرَةِ الــــذِّبّـــان ****** يا دعيَّ القريضِ والنَّقْــدِ مَهْلاً || لَسْتَ أهْــــلاً لِأَنْ تَعــــيـبَ بَيــاني أصْغِ لي صامِتاً وَلا تُـبْـدِ رَأْياً || أنـا لا أنْـتَ فــــارِسُ الـمَـــــيْــدان لا تقـُلْ لي أسَـأْتَ قـولاً بِشيءٍ || أنـا أدْرى بِـعُــــــدَّتـي وَسِـــــنـاني لا تَقلْ لي القَريضُ رَمْزٌ وَسِرٌّ || وَغُـــموضٌ مُسْتَغْـلِقٌ في المَعـاني لا تُسَـوِّقْ (حَـداثةً) أنت فـيهــا || بـبّـغــــاءٌ يَقــــولُ دونَ جَــــــنـان لا تُشَرِّعْ لي كيفَ ينْبِضُ قلبي || أوْ تُشَــرِّعْ لي مـا يـقـــولُ لِسـاني لا تُحاوِلْ إخْضاعَ فِكْري وَحِسّي|| لـلّـذي تَـبْـتَـغــيهِ مِـن عُـــــنْـوان في مَــديحٍ لِمَـنْ تَـراهُ قَـــوِيّـاً || وَغَـنِـــيّـاً بالمالِ وَالـصَّـوْلَـجـــــان لا تُسَوّغْ لي(مَسْحَ جَوْخٍ) نِفاقاً || وَاتّـقــــاءً لِسَـطْــوَةِ الــسُّلْـــطـــان فـأنـا مُــؤْمِــنٌ بِـربٍّ وَحــــيـدٍ || نـافِـــرٌ مـــنْ عِــــــبـادةِ الأوْثــان لا تقلْ لي ارْثِ حاكِماً أوْ زَعيماً|| عــاشَ في نَهْـجِـهِ عَلى الطُّغْيان مَــوْتُه كانَ رَحْـمَـةً لِـلْأهــالي || وَابْـتِهـــاجـــــاً بِـنِـقــمَــة الـدّيّــان لا تُسَوِّغْ لي هَجْـوَ وَغْـدٍ زَنيمٍ || فـأنا لسْــتُ هــاجِــياً مَنْ هَجــاني كيف أرْضى بأنْ أكونَ قَريناً || لِــرَقــيعٍ يَعِــــزُّ عــــنْهُ مَــكــاني رابِضٍ في مُسْتنْقَعٍ (والمَجاريــــرُ) تُـغـــــذّيـــهِ أقْـــــــذَرَ الأدْران ******* لا تَقُلْ لي ادْخُلْ في سِجالِ فُلانٍ|| أو تَقُـلْ: أَمْسِكْ عَنْ قِـراعِ فُلان لا تَضَعْـني في حَـلْـبَةٍ وسِباقٍ || جـاهِـــدٍ في تـنـافُــسٍ وَرِهـــــان ليسَ عـنْدي تَنافُسٌ أوْ سِجالٌ || أوْ سِــباقٌ لـنَـيْـلِ بعْـضِ الأَماني نَبَضاتُ الفُـؤادِ أسْنى وأغْـلى || مِـنْ مَـــبـيـعٍ بِبـاخِــسِ الأَثـمــان أنا حُـرٌّ ولسْـتُ أرْضى بِقَــيْدٍ || أو قِـــيـادٍ إلى طــريقِ الـهَـــوان سأقــولُ الـذي أُحِسُّ وَأَبْغــي || صـادِقَ القـــوْلِ راسِـخَ الإيمــان هـكَذا كُـنْـتُ دائِمـاً وَسَـأَبْـقى || مُـدْمِــناً غَـــيْـرَ تــارِكٍ إدْمــــاني سائِراً غـيْرَ عابِئٍ باعْتِراضٍ || مِنْ عَـــدُوٍّ بَـدا صَغــيـرَ الشّــان ----------------------------------------------------------- الشاعر حسن منصور من المجموعة الثالثة عشرة (ديوان جديد) ص33