غُرّي بِحُسْنكِ مَـن لهُ قلبُ الصَّبي || ولْتَـبْـعُدي عـن دربِ كلِّ مُـجَــرّبِ فَـالغِـرُّ قـدْ يُـرْضـيهِ حُـسْنٌ زائِـفٌ || يُخْـفي الْمَلامـحَ في مُحَــيّا أجْـربِ والـغِــرُّ يُـقْـــنِـعــهُ كـلامٌ ســاحِــرٌ || في عُــمْـقـهِ روحُ الْخِـيانةِ تَخْـتَـبي غَـطَّـيْـتِ نفـسَكِ بالْحِـجـابِ دِيانــةً || وتَركْـتِ روحَـكِ حُـرّةً لَم تُحْـجَـب مِن دونِهــا ذاكَ الْحِـجــابُ سَـوادُه || أضْفى عــلـيها هـيْـئـةَ الْمُـتَرَهِّـب لكنْ مـعَ الشّـيْـطـانِ تَـمْـرحُ دائِمـاً || في كــلِّ وادٍ غـــائِـرٍ أوْ سَــبْـسَـب يا مَنْ تَخِــذْتِ منَ الْمُسوحِ ذَريعَةً || تَتـوَسَّـلينَ بِهــا لأَحْــقـرِ مَــطْـلَـبِ تُرْضينَ أهـلَـكِ والعشيرةَ مَظهَـراً || وتُخَـبِّـئـيـنَ فُـجـورَ قـلـبٍ مُسْـغِـب ويَخِـفُّ نَحـوَكِ كلُّ وَغْــدٍ سـابِحـاً || مُـتَسَــلِّـلاً يَحْـكي لِــواذَ الثّعْــلــب ويَـمُـرُّ لـيْـلُـكِ قـانِـيــاً مُـتَـرنِّـحـــاً || كَـترَنُّـحِ الأعْـطـافِ بعدَ الْمَـشْرَبِ ********** يا مَن دَرَجْتِ على الْخِيانةِ والْخَنا || مـنـذُ الصِّـبا ويَعِـــزُّ أنْ تتَجَــنَّــبي هذا الصّباحُ وقد تَنـفّسَ فانْهـضي || كيْ لا يَجـيـئَـك بالّـذي لَم تَـرْغَـبي كي لا يَراكِ الـنّــاسُ عـاريَةً هُـنا || تَـذَرينَ لَحْـمَـكِ لـلــذِّئابِ الـنُّـهَّـــب عـودي إلى تلكَ الْمُسوحِ ولَمْلِمي || فـيـهـــا بقـايـاكِ الّـتي لَـم تَـذْهــــبِ فـلَطـالَـمـا أَبْدعْــتِ في فـنِّ الْخِـــــداعِ ولَـم تُثـيـري ريبَــةً أو تَجْــلِـبي بلْ كان وجْهُــكِ للوَقـارِ نَموذَجـاً || يـــومَى إلــيــهِ بِـهَــيْــبـــةٍ وتَــأَدُّب *********** لكـنْ أراكِ اليـومَ لَــم تَـتحَــرَّكـي || أوْ تُسْرِعي الْخُطُواتِ كيْ تتَجَلْبَبي عَـرّيْتِ جِسمَـكِ لْم تَخافِي لَـوْمةً || مـنْ لائِــمٍ أوْ تَـقْـلَــقي أو تَـرْهَــبي وكَشفْتِ نفسَكِ في الضّياءِ تَحَـدِّياً || لـلأَعْــيُنِ الْمُـتـلَهِّــفــات الــرُّقّــَب وزَعَـمْـتِ أنَّ لديْكِ عـقْلاً ناضِجاً || سـيُـبَـشّرُ الدّنـيـا بـعَـهْــدٍ مُخْـصِب يَـرْعى به الـذّئْـبُ الشِّـياهَ مُـبكِّراً || ويكـونُ حـارسَهـا بُعَـيْـدَ الْمَغْــرِب ويَعيشُ فيه الظّـبْيُ معْ ليْـثٍ غَدا || مـنْ غـيـرِ نابٍ قـاتِـلٍ أو مِـخْـلَب ويعُـمُّ في الـدّنيا السّلامُ ويَنْـتَـهي || كلُّ اخْـتلافِ الرّأيِ دونَ تَعَـصُّـب فـالعـيْشُ دائــرَةٌ تَقــودُ مَسـيـرَنا || مَقــفـولَـةُ الأرْجـاءِ مـثلَ الغَــيْهَـبِ إنْ سرْتَ منْ أيِّ الْجِهـاتِ فَإنَّمـا || لا فــرْقَ بـيـن مُـشَـرِّقٍ ومُـغَــرِّب بلْ يلـتَـقي كلُّ الــذين تَـفــرَّقــوا || في ساحِــهــا مِـنْ أبْعَـدٍ أوْ أقْــرَب هـذي مَزاعِـمُكِ الّتي أطْلقْـتِهـا || إذْ قــلْـتِ للأَقْــوامِ دونَ تَـذَبْــذُب: (فـلْتَعْـلَموا أنّ الْمُـرونةَ تَقْـتضي || تغـيـيـرَ رأيي نَحـوَ رأيٍ أصْـوبِ ولذا فـإنّ الْجسمَ وهـوَ مُحَـجَّــبٌ || هو نفسُه إنْ كانَ عـاري الْمَنْكِبِ!) *********** ومَضيْتِ في درْبِ الْخِيانةِ حُرّةً || لا حـاجــةٌ تَدعــوكِ أنْ تَـتَـنَـقّـبي منْ بعـدِ أنْ أبْديتِ رأيَكِ لِـلْـمَـلا || وظَنـنْـتِ ليسَ هُـناكَ أيُّ مُـكَـذِّب وجعَلْتِ بابَكِ مُشْرَعاً لِمَنْ ابْتَغى || والبَـيْـتُ كالْمَـيْدانِ أو كَالْـمَـلـعـبِ ونَراكِ تُبـديـنَ السّعـادةَ مُـنـذُ أنْ || أوطَـأْتِ خِـدْرَكِ كلَّ عِـلْجٍ أجْـنَبي ماذا يقـولُ الزّوْجُ والأهْـلُ الأُلَى || وَثَقــوا بِـأنَّـكِ ذاتُ فِـعْــلٍ طَـيّـب؟ وَبنوكِ لوْ دَخَلوا إِلَى وَكرِ الْخَـنا || ورَأوْا زَبائِنَ أمِّهــمْ كالطُّـحْـلُـــب؟! مُسْـتـنـقَعٌ وعُــفــونةٌ وطَـحـالِبٌ || لَـمْ تَخْــفَ إلاّ عــن بَلـيـدٍ أوْ غَـبي أوَ ليسَ من رَجـلٍ رَشـيدٍ فـيهِمُ: || أهْــلٌ وزَوجٌ كُـلُّـهُـم لَـم يغْــضَــبِ! أوَ ليْسَ في الأبْناءِ شَهـمٌ صارِمٌ || في صَـدْرهِ نـارُ الصِّـبا الْمُـتَـلَهِّــب أوَليسَ فـيـهــمْ واحِـدٌ مُتَحَـسِّـسٌ || ما حَـوْلَـه، مُـتَـفــهِّـــمٌ للْـمَـذْهــــبِ فَيُزيلَ عـنهـمْ عارَهُـمْ بِحُـسامِـه || مُـتَـجَـرِّداً لا يَنْـتَحي عنْ مَـطْـلَــب؟! ********************************************************** الشاعر حسن منصور [كتبتها عام 1993م] من المجموعة السابعة، ديوان (وقفة على الطريق) ط2 – دار أمواج للطباعة والنشر والتوزيع – عمّان. 2014م (ص18)