أيها القلم الغارِق في الجَبّ ، الراكِض في محراب الضلالة المُتأرِّض بين الحقيقة والخيال ، لا زُلتُ على إيمانٍ كما مضى بأنَّ الثرثرةِ في علاقةٍ غير شرعيةٍ مع الصمت ، فهل تجيدُ نثر الحكايات كما خُلقَت ، وتحمل في مركبِ الزّمن همومِ الشعوب وتُغازِلَ سأم ايامنا المُحتَضِرةِ ، القابعة تحت أديم الفوضى ومُجنزراتِ الدبّابات والمُدرّعات ؟ مقبِرةُ الشهداء لم تعدّ تتّسِعُ للجُثَثِ التي تُناسِبها وأصبحَت مُرهَقة لإستقبال المواجِع والجَنَازات وبلدي السعيد يزفّ كل يومٍ شهيد فمتى يا سيّدالحقيقة تعود إلى مِيقاتِ شقائق النعمان وتحطًُ على أغصانها الذّهبية أجنِحَةُ الفراشات أحلامنا الجميلة رحلت بلا عودة وإبتساماتنا المفعمة بقهقهة الشّك ، تحنظلَت في دروب التّيه ، أسِنَتْ دُون أن ترى بشاشة السّنين ، وآمالنا الباهِتة لم تعد تنتظر الصباح ، ولم تحِنُّ إليه ، حنين الجداول للربيع وتحطّم الزّهو على صخرةِ الإنتظار ، وتعدّدت الحسرات في زمن أضحى بلا هويّة تعدّدت فيه الإنتماءات . جمال العامري