top of page

حمَامَتَان في عُتْمة الظِلّ - عبد الفتاح النفاتي

  • صورة الكاتب: Admin
    Admin
  • 20 يناير 2018
  • 1 دقائق قراءة

نسيتُ أنْ أقولَ للغَدِ شُكْرًا فَقَدْ إكْتَمَلْتُ بَعْدَ كُلّ هَذا الودَاعْ و مَازلْتَ لمْ تَكْتَمِلْ للآنْ يُحَاصرُني الحَرْفُ الأوّلُ منْ إسْمكَ و أنَا أُحَاصرُ كَتيبَةً أوّلُهَا بكَاءٌ و آخرُهَا سُؤالْ منْ أنَا أيُّها الواقعُ أيُّهَا الوَقْتُ منْ أنا ليَتَشَكّلَ النسْيَانُ على جسَدي رُمْحًا و يكْبُرَ المَوْتُ عَلى وَتَري حَزينًا و ينْهَضَ الصَخْرُ العَليُّ منْ بيْنِ أشْعَاري فَيَغْتَالُني في نفْسِ القصيدَةِ مَرَّتَانْ

حَمَامتَانِ تَرْسُوانِ على مشابكِ الظلّ قالت الأولى لنَرْتَحِلْ قالتْ الأخْرى بلا لنترَجَّلْ وَ لا نتعَجّلْ قدَرَ الكَائنَاتْ مَاتَتْ الصُغْرى و كَانَ إسْمُهَا: "أمّي " و سَارَتْ الكُبْرى في زحَامٍ منَ الممَرّاتْ لوَحْدهَا تخْتَبرُ الحَيَاةَ الأخْرى منْ دونِ عُكَازِ الكِبَرِ أوْ صَوْت المُحبينَ المُودعينَ خَلْفَ طُرُقِ اللا نهاياتْ و كانَ إسْمُهَا: "تُونسْ"

بكُلّ صفَاتِ النَحْوِ و كُلّ نُعُوتِ العَجْزِ حينَ يقْتُلُني صَوْتُ الحَفيف الخفيف الأخيرِ منَ الفاتحَة أُمُّ الكتابْ إلى آخر سطْرّ في القُرآنْ و آخر نُوتةٍ في دَمي السعيرِ مَاتتْ الحَمَامَتَان في لغَتي و ليسَ لي من مرادفٍ لنَعْي أبي و لا لتَقَبُّل العَزَاءِ نيَابَةً عنْ شعْبي لمْ يَبقَ لي غَيْرُ النشيد و سُورَةُ النسَاء حينَ يشْتَّدُ بالوريدِ طَوْقُ الوَريدِ


 
 
 

Comments


© 2016 مؤسسات خليل الشامي الثقافية .  Wix.comابتكار 

bottom of page