أمهليني وانت تخبريني أنه ماعادت المساءات حضنا للقبل ولا عاد في الصباحات متسع للورود وأن كل العصافير التي هاجرت لن تعود وأن الارض الصاخبة مآلها يوما الجمود أمهليني أيتها الغيمة الشاردة وانت راحلة خلف الشفق دعيني أمتص من شفاه الذكرى ملح العمر وأمسح عن عيون اليتامى دمع البحر أمهليني لأمشي الى نبضي ولو حافية على الجمر اهدهد الشمس كي تنام في حجري علميني كيف أعلق على أنقاض جسدي برج حمام وأن أشيد ابراجا من سَعَفِ النخل كل فجر وأبني فوق الأطلال ممالك للسلام وأن اعزف سنفونية لنشيد كان عهدا يختصر كل العمر أيتها الغيمة الشاردة وأنت راحلة خلف الشفق رتليني همسا منسكبا بين أصابع شوق نضج على مهل تحت جلد في كنف منفاي أبد الدهر.
نعيمة حسكة