جوعٌ يطحن البطون ، يُشوّش الأرواح ...يرتمي في الحناجر غضبا حينا واستغاثة أحيانا...في ثنايا البحث يتلوّى ذلك الطّين الموهن ... على الواجهات تلمعُ شعارات مُغرية ....سلالٌ خِيطت أفواهها تُطلّ من كُوى مُقنّعة. في رحاب اللّهفة تُنصب موائد بلا أرجل ، فوقها تُنثر أشياء غريبة ...كثرة تبهر العيون وتشلّ الأذهان...من خلف السّتار يزعق البوق الأجشّ: هيّا ، بادروا..." السّوق أقرب وطعامه أطيب" ،لا داعي لتكبّد الجهد ...اليوم عنكم نرفع العناء...فقط كُلوا هنيئا مريئا... ما عدتم بحاجة إلى المضغ... افتحوا أفواهكم تصلكم اللّذائذ شتّى. حول الولائم المزعومة يتكدّس الطّين ، يفغر أخاديده العطشى ...في الأحشاء يتهيّج الوجع ، يشتدّ الضّغط وقد زخّت الوعود ملحا ... جرح يغور حدّ الإغماء ، يكرّس الجدب ...سراب يتريّع بين الأصابع الممدودة...على الرُّكب تسقط الموائد المعوّقة ...بين الدّهشة واللّوعة تقهقه الخديعة .... عبر المدى يتمادى الصّدى ، نُباح كالنّهيق يُبارك منطق الاستحمار.
جميلة بلطي عطوي تونس ...15 / 1 / 2018