كنتَ…
وظلَّ جُرحُكَ يُرضيهِ ..
وكنتُ..
ولمّا أزلْ أَعتصِرُ القلبَ
خمرةَ أمجادِِ في نواديهِ..
وأَنحرُ أيامي..
عندَ أقدامِ جواريهِ..
لعلَّ الغدَ يأتي ببعضِ مما أُمَنّيهِ..
ولاغيرَ رَمادِ الأمس..
يضحكُ في مآقيهِ..
أألقاني..!؟
وبيني وبيني بيدُهُ
أطويها فتطويني..
وتذبحُ نبضَ أشرعتي
فيا…..
ساقيَ مرابعَ الحنينِ
نجيعَ غُربتِك كيما تصدحَ سنابلُ النيرانِ
في هشيمِ العيونِ..
ألا تحطُّني مرَّةً
على ضفافِ هديلِكَ
حلمَ مطر..؟
فقد أقحلَتْ سنيني..
أُناديكَ..
وما من رجْعِِ
سوى صليلِ التتارِ تخطَّفُ يمامةَ مَهديَ
من عيوني..
وأُمضي الدهرَأرتقِبُ
عسى وردةُ الطوفان
تُضَوّعُ بشارةَ ميلادي..
وأُنتَهَبُ
ويصطَخِبُ
موجُ لظاها في كَبِدي
وأُحترَبُ
وأُصطلَبُ..
والجُّرحُ جُرحي..
أَخفيهِ ... ويُعلنُني..
أَرويهِ ... ويُظميني..
أُورّثُهُ
أُوشّمُهُ
على نياطِ الدمعِ
أفراحاً غجرية ..
و..أنتظرُ
وأنتَ الكأسُ والوترُ
ومحضُ صهوةِِ عذراء
تناديني
من خلفِ جبالِ الضياء ... :
لولا تَسلخُ جِلدَك
وتنبجسُ عَدَماً أبيض…
وأصرخُ
وا جمرَ عُمراه
ممن جمرُهُ وفَرُ…
انا منكَ
أرتشفُ زُعافَ الكِبْرِ
أنخاباً لميتتي وفي شرياني
جنينُ جرحِكَ ألآتي…
-------------------------------
باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراق