قد مللتكِ صدقيني , كما مللت أدمعي - على حزين
----------------------------------------------- ناشدتكِ الرحيل فلترحلي يكفيكِ هذا لكي تخرجي من حياتي كلها , وللجحيم فلتذهبي , انصرفي , أخرجي , من طقسي اليومي ومن الجرائد الحزبية , ونشرات الأخبار الليلية ومن الأسقف المعلقة , الأبواب ألان كلها مفتّحة , وعليكِ غير مغلّقة , وعليكِ الآن أن تغادري , ِفرّي , من كل النوافذ , كما الدخان الأسود , كنجمة شاردة , طيري في الفضاء , خذي حريتك كاملة , وانطلقي كما الريح , أو كالإعصار المدمر , انطلقي ولا تلوي علي شيء أو إن شئتِ أخرجي هادئة , كنسمة هواء , باردة , مع غبار المروحة فأنا قد مللتُ السقيع , وبرودة الطقس بنهديك , وبسمة شفتيكِ , والنظرة الباردة , والقصيدة الباردة , أتريدين مني أن أتمسّح فيكِ , كما أتمسّح في قطتي الصغيرة أن أمسح دموع التماسيح بعينيكِ الذابلة أن أرجوكِ البقاء معي قليلاً , لا أنت واهمة فأنا حطّمت قيودكِ كلها , وهدّمت حيطانكِ كلها فلتذهبي حتى لا تندمي , واهربي من المقصلة من سجني , ومن القصيدة المعطّرة فما عادت حيطاني من ذهب ***** لا تعتذري اليوم , لا , ولا تتأسفي فأنا اليوم لا , ولن اقبل أعذاركِ يكفيكِ ما صنعتهِ بمشاعري المرهفة اتركيني وحدي , أواجه مصيري , أمشي وحدي , لا يهم , أعيش وحدي , أتنفس , آكل , أقوم , أنام , أحلم , وأفكر وحدي , وأواجه الشتاء وحدي , فقد مللتُ أفكاركِ الباهتة والنوم علي الأرصفة فلم يعد يُغريني جمالكِ لم يعد يثيرني عطركِ هذا الذي صنعته بيدي فساتينكِ الأنيقة الباهظة كلها ـ دقة قديمة ـ صارت تستفزني والموج الأزرق بعينيكِ , لم يعد له صوت , ولم يعد يناديني نحو الأعمق , صار محض هراء ولا شفتيكِ لم تعد تشتهيني شعركِ الغجري أصبح أسلاكٌ شائكة تطوق رقبتي ضحكتكِ صارت باردة , خصرك لم يعد يحاصرني, أو يحرك غرائزي حتى كل تفاصيلكِ , لم تعد تهمني , لم تعد تغريني ولم أعد أهتم كثيراً بظواهر الأشياء , فأبشع ما نقع فيه من أخطاء , أن ننخدع بظواهر الأشياء وأنت امرأة جميلة , لا أنكر , ولكنك أيضاً امرأة تافهة , قارورة عطر فيها سم قاتل , وفارغة كالإناء , ***** ابتعدي عني قليلاً حتى أستريح , غيبي عن أحلامي كي أستريح وعن وجهي أغربي لكي أستريح ارحلي بعيدا عني , ولغيري غرّدي قد مللتكِ صدقيني , كما مللت أدمعي فلم تعد تطيقكِ شراييني , ولا تستسيغكِ الأوردة فاخرجي من رأسي , ومن كل السنينِ أخرجي من حياتي كلها , الماضية منها والقادمة تلك التي جعلتِها حياة بائسة فأنا أرفض أن أعيش معك , أرفض هذا الروتين اليومي القاتل أرفض أن أكمل التمثيل , أو أخوض التجربة أنا لم أعد أهتم بما تنقله نشرات الأخبار عنك لم أعد أهتم بالطقس في يديكِ , وأخر صيحات الموضة , وموجز الأنباء , ولا بأخر ما قالت عيناكِ الكاذبة , لا تفكرين فيّا كثيراً , ولا تهتمي في أمري كثيراً , ودعيني فإني قد كرهت الحياة معكِ وكرهت الكلام معكِ , وكرهت الصمت معكِ فابتعدي , ولا تضغطي عليّا بما تعرفين واهربي فهذه فرصتكِ الأخيرة , لتبتعدي عني فقد فتحت لكِ البابَ , هيا أخرجي , طيري , انطلقي , فِرّي , حطّي علي جبلٍ أخر , وابني عشاً أخر .. هذه فرصتك الخيرة كي ترحلي كسّري قيودي كلها , قيودي الصدئة البالية واخرجي من حياتي , ولا ترجعي , يكفيكِ العبث بمشاعري , فأنت امرأة مستهترة أنتِ امرأة سافلة , اخرجي مني يا مجرمة فما عاد لون عينيكِ يشدّني , ولا قيودكِ الواهية فقد حطمتُ كل قيودي ولم يبق بهذه الأقداح غير أدمعي فلترحيل عني , ارحلي , ارحلي
------------------------------- بقلم على حزين / مصر