القصيدة العانس - سليمان أحمد العوجي ------------------------------------ حاكت له قصيدةً بسنارةِ روحها وخيوطِ قلبها.. إنه لايُحبُ البردَ.. والشتاءُ يبعثُ برسله من التلالِ البعيدةِ.... على منصةِ قلقها جالسةٌ تستعرض المارة.... قوافلُ البرقِ مرت... قبائلُ الرعدِ مرت... فكت المدينةُ ازرارَ غيمها.. وجفَ ريقُ الشتاءِ... جادلت الفصولَ فصلاًفصلاً علها تخبِّأُفي جيوبهاشتاءً آخرَ.... لسعتها عقارب ساعات الإنتظارِ السام.... نتفت اوراقَ سنينهاورقةً ورقة..يأتي لايأتي..يأتي لايأتي... مرَ قطارُ العمرِ وهي تتأملُ وجوهَ المسافرين في كلِ عربةٍ.... صارت جزءاًمن أثاث المحطةِ..كسورها..كمقاعدها كطاولاتِ موظفيها... سموها:( المرأة الإنتظار).. ماذاتقولُ لبائعِ الورد الذي تضجَّرَ من مزاجها الصعب في إختيار آلوان الحروفِ ومقاسِ خصرِ المجازات.. ماذا تقولُ لزوارها الذين اعتذرت لهم بأنها منشغلة بحياكةِ الحروف..وهو لايأتي.....!!!! كيفَ سيصدقها ظلهاالذي طردته ألفاً بحجةِ أنها ستراهُ بمطلقها دون أن تشركَ به أحدا...!!!! تخرجُ القصيدة كلَ مساء تركضُ في الدروبِ كطفلٍ بلاأهل..حافية الحروفِ.. تتعرى من قوافيها.....!! وتخلعُ وقار الوزنِ..... تهرع إلى الأبواب والنوافذ كلما اشتبهت بلحنٍ يشبهُ موسيقا خطاه...... وتصابُ بالحمى كلماقالوا أنه قد لايعود..!! ماذا تقولُ لعينيها اللتانِ هامتا تزرعان الممرات بين الصدرِ والعجزِ لثماً وقبلاً.....!! كيفَ ستعتذرُ للسطورِ التي زينت بواباتهاألف مرة وهو لايأتي..!! ماذا تقولُ للعصافير المستحيلة التي حاورتها وأقنعتها أن الوطنَ حدوده قصيدة شوق... ولايزالُ الليلُ والنهارُ يتناوبان حراساًعلى مخدع الأم البور وسرير القصيدة العانس!!!!
--------------------------------------- بقلم سليمان أحمد العوجي.