صَفِيـرُ الدَّمـعِ ...- مصطفى الحاج حسين
--------------------------------------
... وأراهُ يبعُـدُ عنّي !!!
كنجمٍ يغوصُ في المـدى
يتوغَّلُ في غيابِهِ
يجتازُ المسافةَ
مابينَ غُصَّتي واختناقي
وأَحسِبُ أنَّ يديهِ
تنفضانِ ما تعلَّقَ بهما
من ندائي
هو ماءُ دمعتي
وضوءُ ذكرياتي
هو شفقُ القصيدةِ
وسماءُ أنفاسي
هو لُحَاءُ نبضي
وجمرُ آهتي
يمضي في زورقِ الظَّلامِ
ولا يلتفتُ لحطامي
ما الذي بدَّلكَ وحوَّلكَ
وأيُّ حبٍّ منّي أغضـبـَـكَ
وَروَّعَكَ ؟!
ماذا اقترفَ فؤادي
بحقِّكَ من ذنوبٍ
حتّى أجدني أخسَركَ ؟!
وأنا الذي اعتدتُ أن أشربَ
الضّوءَ من بسمتِكَ
وأن أنهلَ الشُّطآنَ
من لمسَتِكَ
وأن أجتازَ الموتَ
كلَّما لجأتُ إلى محَبَّتِكَ
أنتَ ثنايا وجودي
و رفيفُ حدودي
رفيقُ تفتُّحي
و صانعُ صمودي
فلا تهجر أغصاني
ولا تغادر وريدي
لأنَّكَ موسيقا السّحاب ِ
في هضابِ نشيدي
أينَ تمضي
وأنتَ الذَّاهبُ في الجـُـذور ؟!
أينَ تذهبُ
وأنتَ الرٌَفعُ لـي الجـُـسور ؟!
أينَ تَّتجهُ
وأنا القادمُ منكَ
لأبحثَ عَنكَ
منذُ أن خُلقتُ
وَجَدتُ روحي تَسكنُ فيكَ
منذُ أن وجدتُ
وَجَدتُ روحكَ تلبسني
أنا خُطاكَ لو أنَّكَ رَحَلتَ
أنتَ أجنحتي لو أنّني تَشرَّدتُ
قلبي ينبضُ في صَدرِكَ
إن تفجَّرَ فيهِ الحبُّ
قلبُكَ يُرَتِّبُ لي دمي
لو أنَّ دمعةً طرقت نبضي
فلا تَبتَعِد
كي لا أَبعِد َ عنِّي
ولا تتركني
كي لا أترُك َ جُثَّتي تَندبُني
وأتبَعُكَ *
مصطفى الحاج حسين . إسطنبول