يَا حَلَبُ ... - مصطفى الحاج حسين
----------------------------------
يَمُوتُ المَاءُ
وَلَا تَمُوتِينَ
وَيَنتَحِرُ الهَوَاءُ
وَلَا تُذَلِّينَ
وَتَسقُطُ النُّجُومُ
وَلَا تُسقَطِينَ
وَيُبادُ الرَّجَاءُ
وَأَنتِ شَامِخَةٌ
بِقَلعَتِكِ تُرَفرِفِينَ
وَعَلَى الدُّنيَا
يَا حَلَبُ
أَمِيرَةً سَتَبقِينَ
خَلَقَكِ اللهُ
لِيَهدِيَكِ إلى الجَّنَّةِ
عَرُوسُ الأَنبِيَاءِ أَنتِ
خَفقُ قُلُوبِ الشُّعَرَاءِ
يَا أَجمَلَ مِن وَجهِ يُوسُفَ
يَا مِرآةَ الشّمسِ
وَظِلَّ العَرشِ
لَنْ تَنحَنِي لِصَدَأِ التّارِيخِ
صَوتُ النّدىٰ أَنتِ
لَن يَعلَقَ فِيكِ
دَرَنُ القَيحِ
سَتَبقِينَ مَلَاذاً لِلخُلُودِ
نَجمَةَ الصُّبحِ المُتَوَهِّجَةِ
مَهمَا أََشعَلُوا النِّيرَانَ فِي نُورِكِ
يَا سِدرَةَ البَقَاءِ
لَن تُمَسَّ ذَرَّةُ غُبَارٍ
مِن بَهَائِكِ
مَا العَرَبُ لَولَاكِ
إِلَّا كُومَةٌ مِن حَطَب
مَا الدُّوَلُ لَولَا قَامَتَكِ
إِلَّا مَزَابِلُ
أنتِ بِذرَةُ التَّكوِينِ
وَلَا عَجَبَ
يَا حَلَبُ
هَيهَاتَ لِلكِلَابِ
أن يَعُضُّوا السَّحَابَ
هَيهَاتَ لِلقُرُودِ
أن يَحُوزُوا عَلَى المُوَشَّحَاتِ والقُدُودِ
اِسمُكِ يَا حَلَب
بِيَدِ اللهِ كُتِب
فَسُبحَانَ مَنْ أَعطَاكِ أَرقَى الرُّتَب
يَا نَجمَةً مِن ذَهَب
سَيُهْزَمُ عَلَى أَبوَابِكِ إِبلِيس
وَسَيَلعَقُونَ خَيبَتَهُم
جَحَافِلُ الرُّوسِ وَالمَجُوس
وَسَيَكُونُونَ عِبرَةً
لِلعَالّمِ الخَسِيس
وُتَبقِينَ بِطُهرِكِ وَعِفّتِكِ
يَا عَرُوس
وَعِندَ أَقدَامِ قَلعَتِكِ الرَّابِضَةِ
لِأَعنَاقِ الشَّبِّيحَةِ سَنَدُوس
خلقَكِ اللهُ
مِن فَيضِ رِضَاهُ
وَتَوَّجَكِ أَمِيرَةً عَلَى البِلَاد
يَركُنُ فِي حُضنِكِ
الأَنَامُ وَالعِبَاد
فَلَا خَوفَ عَلَيكِ
مِنَ الطّاغِيَةِ وَالأَوغَاد
وَفِي حَوَارِيكِ
شَعبٌ يَقِفُ لَهُم بِالمُرصَاد
يَا حَلَب
يَا شَرَفَ العَرَب
-------------------------
مصطفى الحاج حسين إسطنبول