ضمائر منفصلة - سليمان أحمد العوجي -------------------------------- هو: من رحمِ هذا الفجر وُلِدَ ميتاً... سماهُ أهله عيداً.. هم: صبيةُ الحيِّ يرتدونَ جديدَ البؤسِ.. ينتعلُ بعضهم يتمهُ ركبَ الجميعُ أراجيحَ الحرمان.. زحفَ الأهلُ كالديدانِ يتزحلقونَ على طحلبِ خوائهم... بجيوبٍ واهنةٍ عامرةٍ بالفراغ... تشخصُ العيونُ على الواجهات البازخةِ وسكاكين الصمتِ تعاتبُ أباً معسراً وتجادلُ آلهةَ الحربِ التي غيَّبت أباً آخر.. هو: صغيرٌ ممسكٌ بثوبِ أمه يلطخُ الخوف طفولته يسألُ: مادرجةُ القرابة بينَ الميتِ والمخطوف حيث ستائر الماضي المنكوبِ بالغيابِ لاتزالُ مسدلةً أنت: أنتَ القهرُ العضال والفرحُ المحتضر كذبةُ القداسة وخرافةُ العفافِ معلقةٌ بسنارةِ الصبر تنتظركَ في قاعِ المجهول أعمدةُ المدنِ المتهالكةِ تهددُ هشاشةَ عمركَ.. أنا: أما أنا ياسيدي فلازلتُ أرتشفُ كذبَ الشاشات وهذيان المحللين تجلدني وقاحةُ الحيتان وهي تضاجعُ بقايا الحقول أنتم: أرجوكم أغلقوا ماتبقى من أبواب.. عويلُ الريحِ يؤرقُ أرقي.. هي: هي أمي لازالت تشعلُ بخورَ المساءِ لوجه القمرِ الباكي.... تلوكُ الوجعَ عبثاً جفَ ريقُ أمنياتها وطفحت خوابي الخوف وقبلَ هطولِ الدمعةِ الأولى أحضِّرُ آنيةَ المواجعِ لشتاءِ عينيها.... أنا: في مقبرةِ مخيلتي حسناواتٌ ثكلى يندبنَ وصناديقُ بريدٍ مقفرة أمهاتٌ دامعات وهواتف خرساء لئيمة هم: رجالٌ في زنزاناتِ أوجاعهم يطالبونَ بميراثهم من الشمس!!! يتصيدونَ فرحاً معلقاً بينَ السماءِ والأرض كل المرايا تآمرت على قسماتهم!!! أنا: انتظروني ريثما أُغمد أحزاني... وأطفئ قناديلَ دمعي أمهلوني ريثما أغلقُ محارةَ قلبي.. ويعودُ جرحيَّ الضال أرجوكم لاتلفقوا قصائدَ الأمل لي: ( إنَ النفسَ لأمارةٌ باليأس) يخادعني ذاكَ الضوء في آخرِ النفق.. ويكذبُ عليَّ نصفُ الكأسِ الممتلئ.. امهلوني لأنظفَ حنجرتي من رمالِ منفاي وأرتقَ كفَ فرحي المخروم وحينَ تنفدُ كنانة الرزايا من السهامِ اللقيطة أخبروني!!!!!.
----------------------- بقلم سليمان أحمد العوجي.