شُلَّت يدُ الموت ... - مصطفى الحاج حسين
----------------------------------------
أمتشقُ صرختي بوجهِ الموتِ
ماعدتُ أخافُ وحشيَّتَهُ
ولا عدتُ أهابُهُ
سأقولُ كفاكَ
ما نحنُ نستحقُّ منكَ
كلَّ هذا الاهتمام !!
بعتَ نفسكَ للشيطانِ
لتتوغَّلَ في بلادي
دونَ رحمةٍ
ولا شفقةٍ منكَ
وأخذتَ تحصدُ الأخضرَ واليابسَ
تجتاحُنا بلا هوادة
وتضرمُ الدَّمار
وتوقدُ النَّزفَ
تذبحُنا من غيرِ ذنبٍ
اللهُ منكَ تبرَّأَ
لا ثأرَ لَكَ عندَنا
فَلِمَ أنتَ بلا قلب ؟!
بكت علينا القبورُ
اشمئزَّت منكَ الأرضُ
والسَّماءُ تقزَّزت من رائحتِكَ
كُن منصفاً
كُن عادلاً
اعمل كَما أمرَكَ الرَّبُّ
لماذا هذا الكُرهُ ؟!
يطلُّ من عينيكَ
من تسلّطِكَ على بلدِ السّلام ؟!
نحنُ لا نحبُّ القتلَ
نحبُّ الحياةَ ونزرعُ الوردَ
نحبُّ الشِّعرَ ونغازلُ الضّوءَ
أنتَ أفَّاكٌ مأجورٌ
تسَرّبتَ إلى وداعتِنا
كانَت بنادقُنا ذخيرتُها النّدى
وكانت بلادُنا تغطّى بالزيتونِ
مَن دلَّكَ علينا لتأتينا لاهثاً
وتغتالَ الأرواحَ بغتةً
جملةً وأسراباً
غادر بلادَنا
نكرهُكَ نحنُ
بلا أيِّ قيدٍ أو شرطٍ
وسنرتّبُ البلادَ من بعدِكَ
ونعمرُ الضّحكةَ
نزيّنُ شوارعَنا
بتلاميذِ المدارسِ
ياالله !!!
كم كانَ وجودُكَ قبيحاً
داخلَ أسوارِنا
شُلَّت يداكَ ياموتُ ماحييتَ
سنتصدَّى لكَ
ونحذرُ منكَ
ونعلِّمُ أطفالَنا
أن يُغلقوا بوجهِكَ الأبوابَ
دمُ السّوريّ حرامٌ وجريمةٌ
حرّيةُ السّوريّ مقدّسةٌ
سنطاردُ شركاءَكَ ياموتُ
أنتَ ومن باعَنا وقهرَنا
أنتَ ومَن يأتمرُ من الغُرَباءِ
أنتَ ومَن جاءَ برفقتِكَ
أنتَ تعصي اللهَ والأنبياءَ
حينَ تغدرُ فينا
وترمي الفتنةَ بينَنا
أخرج من بلادِنا
مطأطَأَ الرأسِ
ذليلاً
خجولاً
مذموماً
فقد تعلّمنا الدرسَ :
لا مكانَ لغريبٍ بينَنا
وحدَهُ السّوريُّ
سيبقى في سورية
والبقيّةُ
البقيّةُ البقيّةُ
سيكنسُهُمُ التّاريخُ
إلى المزبلة
-----------------------
مصطفى الحاج حسين . إسطنبول