أغـانِي بلادي - الشاعر حسن منصور
------------------------------- أَغــانِي بِلادي أغــانِي الـدِّمـــاءْ || أغـانِي البُطـولةِ، لَحْـــنُ الفِــداءْ أغانِي الْجِــراحِ، وكمْ مِن جَريحٍ || تَغـنَّى فأشْـجَى الثَّـرى والسَّـمـاء أغـانِي بِلادي مِنَ القــلـبِ تـأْتِي || ولا زيفَ فـيهــا، وليـسَ الرِّيـاءْ أغــانِي بلادي مَــزيـجُ هُـمـــومٍ || وفَـيْـضُ يَـقـينٍ وَحُــلْــوُ رَجــاء وأشْجـانُ ثكْلى وعُــرْسُ شهــيدٍ || مَــضى مُسْـتـقِـلاًّ قِـطارَ العَـلاء وفَـــرْحـــةُ أمٍّ تُـزَغْـــرِدُ لَـمّــــا || رَأتْ في ابْـنِهـا عَـزْمةً ومَـضاء تُــوَدِّعُــــه بالـنّـشـــيـدِ ودَمْــــعٍ || يَـفــيــضُ سَــخـيّاً بغــيْـرِ بُكــاء تَـقـــــولُ بـلَــهْــفَـــةِ أُمٍّ رءُومٍ: || بُـنــيَّ تــقَــــدّمْ ولَـــبِّ الــــنِّـداء إذا لَم يَكُنْ للْـحُروبِ الــرّجــالُ || وصاروا جُـمـوعاً من الْجُـبَـنـاء فـمَـنْ سـيكـونُ لَـهــا يــا بُـنــيَّ || إذا صِـرْتُــمُ يـا رجــالُ نِســاء؟! نَذرْتُـكَ يا ابْـني ليــومٍ عــظـيـمٍ || وقـدْ صحَّ نـذْري وحانَ القَضاء ولَـلـنّـارُ يا ابْـني أحَــبُّ إِلـيْــنـا || مــن العــارِ والــذّلِّ والانْحِــنـاء أُحـبُّكَ يا ابْني إذا عِـشـتَ حُـرّاً || أوِ اخْـتَرْتَ تَمْضي معَ الشّهَداء ******** إذا الناسُ غـنَّـوْا لِحُـبِّ حـبيـبٍ || وسِـحْـرِ جَـمــالِ عـيونِ الظِّـباء فـإنَّ عــيـونَ فـلَسْطـينَ أحْــلى || وأنْضرُ لـــونـاً وأنْـقى صَــفـــاء وإنَّ ترابَ فـلَسـطــينَ كُـحْـــلٌ || بهِ تشْـتَـفي العــينُ مــنْ كـلِّ داء وإنّ حَــصاهــا لأَجْـمـلُ لــوْناً || منَ الـدُّرِّ والشُّهْـبِ ذاتِ الضّـياء وحُـسْنُ الأحِــبّةِ مـن حْـسْـنِهـا || فَـمِــنْـهــا الـبـدايـــةُ والانْـتِـهــاء تَـئـوبُ إلـيهـا فُـنـونُ الْجـمـالِ || كما تعْــرفُ البحْــرَ قـطرَةُ مـاء نُحـبُّ على أرضِها كلَّ حُـسْنٍ || وهل يُعـشَقُ النّـجْــمُ دونَ سَماء؟! فكــيـفَ نُغــنّي لشيْءٍ سِـواهـا || وهــلْ لسِـواها يَطـيــبُ الغِــناء؟ وإنّ نِـسـاءَ بِـلادي حُـــقــــولٌ || وفــيـهـا سَـنابـلُ مِــنْ كِــبْـرِيــاء وفـيها عُـطـورُ زُهـورِ بلادي || نَمتْ وازْدَهـتْ في فِـجاجِ العَراء ولـيسَـتْ نســاءُ بـلادي نِسـاءً || يُرَبّـيـنَ طِــفــلاً كَـبــاقي الـنِّـساء ولكنْ كأرْضِ بلادي الطَّهـورِ || تَجــودُ بِخَــيـرٍ وَفــيـرِ العَــطــاء فَـيُـثْـمِرْنَ أُسْداً ويَزْرعْنَ فيهِم || بُـذورَ الْحــياةِ ومـعــنى الـوَفـــاء وفي موْطِـني تُربـةٌ لا تَجــودُ || بغـــيـرِ مَـعــانِي الوَفـــا والإِبــاء فـيَحْــمـلُها في الْحــياةِ رجـالٌ || ويُعـــطـونَـهـــا فِــتْـيــةً نُجَــــبـاء . ------------------------------------------------------- الشاعر حسن منصور من المجموعة الرابعة، ديوان (شواطئ السراب) ط1- دار أمواج للطباعة
والنشر والتوزيع 2014م عمّان (ص54)