ماذا بعد .. - بوعلام حمدوني
---------------------------
أيا حروف تأبطت النبل و حركت في قيعان الممكن .. ألف عقدة و عقدة تلتحف أقنعة الغرور . ألملم الأنجم و ألفها وشاحا على خصر كلمات كأغاني الحياة لتعاتب المستحيل في حضرة خرافة الأساطير .. أماني تروض الهباء ببعض أواني المتاهات . لا أؤمن بمقارعة الحروف .. فأنا لست بشاعر يتأبط صهيل القوافي ، يكفيني رسم حروفي بوشم نبل التواضع إن ملامح المظاهر غفت في قطعة ثلج مغلى ، يرتشفه التباهي نفثة صقيع هارب من وهج الواقع . و أنا .. عساني .. و أنا عساني أروي قصة زماني بسمة بين تجعيدة و تجعيدة تغرس حروفي بعمق الملامح ، ها هنا .. على جدار الوجدان . أبتعد عن أسوار وهم يتصنع بحياة قصيرة تلقي بنفسها في عتمة الحلم و تسافر بين فواصل التصنع ، تختلس أنامل الحقيقة من الهنيهات الطليقة ، دقائق مسروقة في ثوان الإنتحار خلف شاشة عقيمة . ماذا الآن .. في حضرة الصفاء تتساقط أقنعة الريح تطوف بشوارع مبتورة المسير ، ترتمي فوق أرصفة تدوسها أقدام يراع زرعت خطى الحب بقلوب تنبض وجدانا . ماذا لو .. إن رسم الإنسان على وجه اللسان دمعة من مزن الحنان حين ذاك .. يتساقط الوهن من كوة العدم و تسمو الحروف نبلا صادقا .. يتناثر زلال صفاء و وئام يروي ظمأ التائه الحيران
-------------------------
بوعلام حمدوني وجدة ، 27-12-2017