كلمتان - سمير اسماعيل الحمداني
---------------------------- 2 على عتبات السبعين يركض العمر بلا ساقين يفتح للروح منافيها يزرع قدامها الخوف يحرقني , السكر ضغط الدم المرتفع البروستاتا ,الروماتزم كلها تنهش في جسدي تجول في تخوم الروح وتصرعني على..عتبات..السبعين وجهي مسروق من ابتسامته معتم عند حوافي المساء الأصدقاء غابوا بعماهم وانا .. كم شاركت في حروب لغيري كنت والأحبة وقودها وكانوا سلاطينها يمرون من حولي,يأخذوا أيامي لهم يتركوا في جسدي ندوب حرب لن ترحل أيشعرني ذلك بالفخر أم خسارات محتملة قد تدنو مني ربما الموت ..؟ وربما رحيل الأصدقاء , الأقرباء الأهل , الأبناء, اهرب من نفسي جثتي مدهوسة بالزمن ملتصقة بالذكريات بمقهى الثوب بالبيت العتيق بسوق باب السراى وباب الطوب شارع ألنجفي ورزم الكتب والمجلات العتيقة الكواكب ، حواء ،اخر ساعه فنون ، الف باء ميكي ، سمير ، سوبرمان وروايات محفوظ ،وقصص ادريس وكتب مترجمه ،البؤساء كنا نقرأ حتى الفجر ونستمع لحكايا الجدات تتلقح حكايا الأحفاد وربما الأجداد يفكون قيود الروح من أسرها صبوة الصبا الآن ابصق سجائر الصدر عند حافة رصيف منتحر وقلبي مملوء باليأس حلم الرجفة الأخيرة قبل الوداع رجفة أسقطت كل عمري مع تلك الجميلة وراسي يخلع أيامه من أصابعها الزاحفة على جلدي نازعة ذكريات الصمت ..