أيها التائهون في سيناء - خليل الشامي
-------------------------------
أربعون عاما .. ..
وانتم تائهون...
تحرثون رمال سيناء
وكم من قرون
وانتم مشتتون
مشرّدون
تهيمون في جبال الألب..
والقوقاز
ونفادا..
ثم تعودون إلى سيناء
وقد هجركم موسى
وهارون
وكفر بكم المسيح
ونبذكم هتلر
والروس..
وكل العالم
وعدتم إلى سيناء
حفاة عراة
تبحثون عن أمان
تحت ظل إنسان
لكن ...
مَنْ طَبْعُهُ الغدر
لن يتغير
تبحثون عن هويتكم المفقودة
وهل كانت لكم هوية
وانتم عبيد آل فرعون ؟؟؟
يسومونكم سوء العذاب
يُذَبِّحون أبناءكم
ويستحيون نساءكم
وجئتم تحت جنح الغدر
تبحثون في أقصانا
عن جواز سفر
إلى عالم البشر
أَمَا حُمِّلتُمُ التوراةَ ...
لكنكم ... لم تَحْمِلُوها
فكيف يكون الحمار من جنس البشر
----------------------------
عدتم تتيهون في سينائنا
تبحثون عن مُسَمَّى لكم
عن شعرة من أصلكم
من هويتكم
وانتم لم تدخلوا البابَ حتى
ولم تقولوا حِطَّة
ولم تُغْفَرْ خَطَايَاكُم
وعدتم تبحثون عن جواز سفر لكم
وهل كان لكم جواز سفر؟
وانتم اللصوص الجبناء
وانتم قتلة الأنبياء
تبحثون في سيناء
عن أيقونة يهودية
تغسلون فيها
أصولكم من العبودية
تبحثون عن حقّ لم يكن لكم
وأبدا لن يكون
أيها اللصوص المجرمون
-----------------------
لن يكون الأقصى لكم مطية
لا و لن تجدوا بطاقة هوية
تنقذكم من ذلِّكم
من حقارتكم
من ريحكم النَّتِنَة
يا أرذال البشرية
فأنتم شر الدواب
وانتم عنوان الهمجية
أبدا لن يكون لكم الأقصى
مادام الأقصى مُعَمَّدًا
بدماء عربية
----------------------
خليل الشامي