لسورية أصدقاء ... - مصطفى الحاج حسين
------------------------------------------
دوَّى انفجارُ الموتِ
في بلدي
وتراكضَت أممٌ ودولٌ
لتنهلَ من دمنا !
وَتُزهِقُ أرواحَ البهاءِ !
واعتلى الدَّمارُ فوقَ صراخِنا
يقتلُنا مَن كنَّا نأملُ ،
منهُ الاحتضانَ والانقاذَ !
ويفترسُ صرحَ حضارتِنا !
القاتلُ مسنودٌ ،
بألفِ أخٍ وصديقٍ لنا !
تدعمُهُ دموعُ مَن يتباكى علينا !
نموتُ على أيدي مجلسِ الأمن !
تذبحُنا احتجاجاتُهم !
وهذا القلقُ الوسخُ !
قد أسرفوا في صمتِهم !
وفي استقبالِنا كطرائدَ !
يولمونَ علينا بلحمِ أولادِنا !
ويتكرَّمونَ بسحبِ جنسيّاتِنا ،
من الكرامةِ !
يركبونَ أوجاعَنا
بنصفِ الأجرِ !
وقد يسرقونَ منّا بطونَنا الخاوياتِ !
تآزروا على تدميرِ البلدِ !
لِلطاغيةِ الأخرقِ يحكمُنا
أو اللا أحدَ !
ولا أحدَ يُخمِدُ النّيرانَ في وطني !
لا أحدَ يبلّلُ عطشَ الرّعبِ !
يتسابقونَ
على اجتثاثِ الأرضِ من دمِنا !
دمُنا الذّكيُّ وقودٌ لحقدِهِم !
استبدلوا أشجارَنا بالصّواريخِ !
ونسيمَ المدينةِ برائحتِهم الكريهةِ !
أعطَوا للطّاغي وقتاً
ليتخلَّصَ منّا !
ألفَ عامٍ من المهلةِ مبدئيَّاً !
وألفَ عامٍ من الهُدَنِ للتّجربةِ !
لكنَّ العربَ ، وللتّاريخِ نعترفُ
لم يقصّروا معنا بحبّاتِ التٌمرِ !
أغدقوا علينا بالأكفانَ الملوّنةَ !
وحفّاراتِ القبورِ الشّرهةِ !
العربُ
يَذكُرونَنا في نشراتِ الأخبارِ !
وكيفَ أميرُهُمُ المفدَّى
يتصدَّقُ علينا بشيءٍ من تأفّفِهِ !
عربٌ يتلونَ القصائدَ
عن أميرٍ أشفقَ على نازحةٍ منّا ،
فضاجَعَها
مقابلَ أن تدعو له
بطولِ العمرِ والإمارةِ !
عربٌ
يمجّدونَ خصيتَي الخيانةِ !
تذوَّقنا كلَّ أصنافِ الموتِ !
عماراتُنا التهمَت كلَّ أنواعِ الصّواريخِ ،
وبراميلِ الرّحمةِ !
ومازالوا لم يتخلَّوا عنَّا !
هم أوفياءُ لأصدقائِهم لا يخونونَ !
يقدّمونَ الفنادقَ الفاخرةَ للمتفاوضينَ ،
بأجرٍ مخفّضٍ !
وطاولاتِ الحوارِ المستديرةَ النَّخِرَةَ !
يصوّرونَ جثثَ قتلانا ،
وأحشاءَهم بألوانٍ زاهيةٍ !
لم يبخلوا على ثورتِنا بالاختناقِ ،
والالتفافِ والمماطلةِ !
صفّقي لهم ياشامُ
وهلّلي يا حلبُ
-------------------------------
مصطفى الحاج حسين . إسطنبول